عربية وعالمية

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 05:42 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

شكل مثلث برمودا لغزاً حير العلماء لعجزهم عن تفسير سبب اختفاء مئات السفن والطائرات في هذه المنطقة التي أطلق عليها اسم "مثلث الموت".


لكن يبدو أن أحد العلماء تمكّن أخيرا من حل هذا اللغز الذي شغل العالم على مدى سنوات طويلة.
فقد كشف عالم المحيطات من جامعة ساوثهامبتون، الدكتور سايمون بوكسل، أن سجل حالات الاختفاء للطائرات أو السفن في مثلث برمودا يعود إلى ما يُعرف بـ "الأمواج المارقة"، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية..


وتُعرف هذه الأمواج أيضًا باسم أمواج العواصف الشديدة، وهي جدران مائية غير متوقعة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى ضعف ارتفاع الأمواج المحيطة.
كما ترتفع هذه الأمواج المارقة إلى ما يقارب 100 قدم (30 مترا) في الهواء، وتكون شديدة بشكل غير طبيعي، ويمكن أن تضرب بشكل مفاجئ من اتجاهات مختلفة عن اتجاه الرياح والأمواج السائدة.
غرق في دقيقتين
وبحسب الدكتور بوكسل، فإن سفينة كبيرة إذا علقت في إحدى هذه الموجات القاتلة، فقد "تغرق خلال دقيقتين أو ثلاث فقط".
انتشرت النظريات حول الجذب القاتل لمثلث برمودا على نطاق واسع منذ غرق السفينة "USS Cyclops" في عام 1918.
لا أثر للسفينة الغارقة
وكانت يو إس إس سايكلوبس سفينة شحن أميركية تنقل الفحم، وتُستخدم لنقل الوقود إلى السفن الحربية خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي مارس 1918، كانت السفينة تمر عبر مثلث برمودا في طريقها من مدينة باهيا في البرازيل إلى بالتيمور، عندما اختفت دون أن ترسل حتى إشارة استغاثة.
وعلى الرغم من إجراء عمليات بحث موسعة، لم يتم العثور على أي أثر للسفينة التي بلغ طولها 542 قدمًا (165 مترًا) أو لطاقمها المكوَّن من 306 أفراد.


ونظرا للطبيعة المفاجئة لاختفاء يو إس إس سايكلوبس، ظهرت عشرات التفسيرات الغريبة لتبرير هذا الحدث.
لكن الدكتور بوكسل يرى أن الأرجح هو أن السفينة غرقت بسبب موجة مارقة.
نقطة ساخنة
وفي حديثه ضمن سلسلة وثائقية على "قناة 5" بعنوان "لغز مثلث برمودا" قال الدكتور بوكسل إن مثلث برمودا يعد نقطة ساخنة بشكل خاص لظهور الأمواج المارقة.
وبين أن "هناك عواصف من الجنوب والشمال، تلتقي معًا..."، مضيفاً : "وإذا انضمت إليها عواصف إضافية قادمة من فلوريدا، فقد يتكوَّن نمط قاتل محتمل من الأمواج المارقة."
وقام عالم المحيطات بالتعاون مع زملائه من جامعة ساوثهامبتون، ببناء نموذج مصغر للسفينة يو إس إس سايكلوبس لاختبار كيفية تفاعلها مع موجة مارقة.
إذ كشف هذا النموذج أن السفينة، بسبب قاعدتها المستوية وحجمها الضخم، يمكن أن تغمرها الأمواج في وقت قصير للغاية.
وقال الدكتور بوكْسَل"تلك الأمواج شديدة الانحدار ومرتفعة لقد قمنا بقياس أمواج تجاوز ارتفاعها 30 مترًا".
كما تابع "وإذا حدث ذلك، يمكن أن تغرق السفينة في غضون دقيقتين أو ثلاث فقط".
كذلك بين أنه "كلما كانت السفينة أكبر، كان الضرر أكبر".

مع ذلك، لا يعتقد جميع العلماء أن هناك لغزا حقيقيا بحاجة إلى تفسير من الأساس في هذا المثلث. وأشار عدد من الباحثين إلى أن معدلات حوادث الغرق وتحطم الطائرات داخل مثلث برمودا تقع ضمن المستويات الطبيعية.
وبحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA): "لا يوجد دليل على أن حالات الاختفاء الغامضة تحدث بمعدل أعلى في مثلث برمودا مقارنة بأي منطقة أخرى كبيرة ومزدحمة بالملاحة في المحيط."
ويقع مثلث برمودا في منطقة من شمال المحيط الأطلسي، وهو عبارة عن منطقة بحرية على شكل مثلث تحدها ثلاث نقاط رئيسية: جزر برمودا، وولاية فلوريدا الأميركية، وجزر بورتوريكو.