مقالات وآراء

الثلاثاء - 30 سبتمبر 2025 - الساعة 09:04 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/نايف زين

بعد أكثر من ثلاثة عقود على حرب 7 يوليو 1994 م الظالمة لا يزال الجنوب يعاني من إقصاء ممنهج لكفاءاته الوطنية من ضباط وعسكريين ومدنيين الذين كان من المفترض أن يكونوا الركيزة الأساسية لبناء الدولة الجنوبية وعلى الرغم من جهودهم الكبيرة ظلوا يعانون من التهميش والإهمال لعقود.

في هذا السياق يبرز العقيد طيار حربي أحمد العبار، الذي انتشر مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي وجذب اهتمامًا واسعًا ليس العبار فقط رمزًا للمعاناة بل هو شهادة حية على حجم الإقصاء الذي طال أعداداَ كبيرة من الكوادر الجنوبية في مختلف المجالات.

القائمة تشمل المجالات العسكرية، التربوية والتعليمية، الصحية والطبية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، الأدبية، الفكرية والثقافية، الإدارية، التقنية، البحثية، الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات الأخرى هذه الكفاءات لعبت دورًا محوريًا في تطوير المجتمع لكنها لم تُمنح الفرص الحقيقية للتألق أو تعرضت للإقصاء لأسباب سياسية أو غيرها ونستحضر على سبيل المثال لا الحصر التربوي القدير الأستاذ محمد حسين الحاج الكلدي الذي تم إقصاؤه من رئاسة جهاز محو الأمية وتعليم الكبار من قبل قيادة وزارة التربية والتعليم الفاشلة رغم النجاحات الكبيرة التي حققها للجهاز بشهادة الجميع مما يعكس حجم الظلم الواقع على نخبة الجنوب وضرورة إعادة الاعتبار لمثل هذه الكفاءات أن كنا نريد الخير والتطور للجنوب .

القصة لا تتوقف عند شخص واحد أو إثنين فالعقيد العبار يمثل آلاف الضباط والكفاءات الجنوبية الذين فقد الكثير منهم حياتهم أو واجهوا ظروفًا صعبة للغاية او تم اقصاؤهم ومع ذلك يظل صوتهم حاضرًا قويًا وملهمًا كما ظهر في الفيديوهات والمنشورات التي لاقت اهتمامًا واسعًا.

التكريم العفوي والإنساني للعبار شيء طيب وهو رسالة مباشرة لكل من يشغل مواقع المسؤولية اليوم في الجنوب بضرورة إعادة الاعتبار للكفاءات الجنوبية والاستفادة من خبراتهم ومساهماتهم القضية تتجاوز شخصية العقيد العبار أو غيره فقط بل تشمل كل الكوادر الجنوبية التي تعرضت للتهميش منذ حرب 1994 وحتى اليوم بما في ذلك الذين تعرضوا للإقصاء خلال السنوات الأخيرة في شتى المجالات.

هذه الرسالة تعكس حجم الفرص الضائعة نتيجة السياسات التي تبعت الانتصار العسكري في 1994م لكنها أيضًا رمز للأمل إذ تؤكد أن الجنوب ما زال يمتلك طاقات بشرية هائلة تنتظر فرصة للظهور والمساهمة في بناء مجتمعها ومؤسساته وينتظر من المسؤولين الجنوبيين، وعلى رأسهم الأخ الرئيس عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والأخ أبو زرعة المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي إعادة الاعتبار لهذه الكفاءات ليستفيد منها الجنوب الحبيب.

في النهاية قضية العقيد أحمد العبار أو أي كادر جنوبي آخر ليست مجرد قصة فردية بل صفحة من تاريخ الجنوب المعاصر تدعو للاعتراف بالكفاءات الجنوبية وإعادة تقييم الدور المجتمعي تجاه أبنائه الموهوبين قبل أن تفقد فرصهم للتأثير والبروز وللجميع خالص التقدير والاحترام