منوعات

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 08:25 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات


شهدت بعض المؤسسات التعليمية في الجزائر ظاهرة غير مألوفة، حيث تحولت بعض الفصول الدراسية إلى "استوديوهات بث مباشر" بعد أن قام بعض التلاميذ بتصوير أنفسهم أثناء الحصص عبر "تيك توك".
وانتشرت هذه المقاطع المصورة داخل مدارس متوسطة وثانوية بسرعة كبيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما أثار ردود فعل قوية في الأوساط التربوية وبين أولياء الأمور.

ووصف كثيرون ما حدث بأنه يمثل "تدهورا خطيرا في هيبة المؤسسة التعليمية" و"انحرافا سلوكيا غير مسبوق" بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما.

وعلق أحد رواد "فيسبوك" قائلا: "سمعنا كثيرا عن تلاميذ يصورون مقاطع أو يلتقطون صورا داخل الفصول، لكن أن يتحول الدرس إلى بث مباشر وسخرية على الهواء، فهذا إعلان انهيار للمنظومة التربوية".

فيما دعا آخر إلى "سحب الهواتف من أيدي التلاميذ عند دخولهم المدارس وتحميل الأولياء مسؤولية مراقبة أبنائهم".

وفي هذا السياق، نقل موقع "إلترا الجزائر" عن الأستاذ محمد بلعمري، الأمين العام للنقابة الجزائرية لعمال التربية، قوله إن الوسط المدرسي بات يعرف عدة ظواهر دخيلة، على غرار العنف والبث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، رغم أن النظام الداخلي يمنع منعا باتا إدخال الهواتف النقالة إلى المؤسسات التربوية.

وأرجع المسؤول ذلك إلى "تساهل بعض الإدارات من جهة، وضغط الأولياء من جهة أخرى"، مؤكدا أن "الأولياء أصبحوا يسيرون من طرف أبنائهم"، مضيفا أن الاستعمال المفرط للهواتف الذكية قد يكون بداية الانحراف.

وأضاف أن ظاهرة البث المباشر عادة ما يقوم بها بعض التلاميذ بدافع إبراز الذات، وهو سلوك طبيعي في هذه المرحلة العمرية، غير أنه لا يبرر مخالفة القوانين الداخلية للمؤسسات التربوية.

وأكد بلعمري في تصريحاته على أن "النقابة ضد" هذه السلوكات وضد أي تساهل في تطبيق النظام الداخلي"، مضيفا: "إذا أردنا فعلا المحافظة على قدسية المدرسة، فلا بد من إجراءات ردعية صارمة ضد كل تجاوز، وإلا فإننا نسير نحو الأسوأ".

وقال إن صورة المدرسة من صورة المعلم، لكن للأسف الوضع التربوي "مترد ومتهور"، والسبب حسبه تشجيع بعض الأولياء ذوي "قصور النظر" الذين يقدسون مستودعات الدروس الخصوصية ويهملون المرفق العمومي.

وأضاف المسؤول الجزائري أن لكل ظاهرة اجتماعية علاجها، مشيرا إلى أن العلاج يكمن في حملات توعية موازية لإجراءات ردعية صارمة، حتى يمكن محاربة كل الممارسات السلبية التي قد تمس بقدسية المدرسة الجزائرية.