مقالات وآراء

السبت - 18 أكتوبر 2025 - الساعة 09:50 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب محمد حسين الدباء


رمى هذا الزمن أبين بالفاسدين الذين تكاثرت أياديهم العابثة بثروات أرضيها وحقوق ناسها، ليقيض الله لأبين رجل آمن بأن الأرض ليست سلعة تنهب، بل وطن يصان.. إنه (المهندس أحمد منصور الشرمي)، مدير عام هيئة الأراضي وعقارات الدولة في محافظة أبين، الذي اختار أن يكون شمعةً حق في طريق يلفه ظلام فساد الأراضي، وأن يواجه لوبي فساد تغول وتعمق في مفاصل الأرض والقرار لسنوات طويلة.
فمنذ أن تولى (الشرمي) مهامه، لم يذهب ليجلس على كرسي الإدارة فحسب، بل حمل معه مشروع إصلاح حقيقي، ومصفوفة عمل مدروسة أعادت للهيئة روحها، وأعاد ترتيب الإدارات، ومنح الكوادر النزيهة فرصة أن تعمل وتبدع بعيدًا عن الإقصاء والشللية، فبدأت تتغير الملامح، وبدأت أبين تستعيد شيئًا من كرامتها الإدارية.
ولم تكن الإصلاحات التي قادها (الشرمي) شكلية أو شعاراتية؛ بل كانت خطوات عملية جريئة نحو العدالة، وفتح أبواب الهيئة أمام المواطنين البسطاء ليستعيدوا أراضيهم التي طالها العبث، عبر لجنة خاصة شكلها من الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، لتستقبل ملفات المواطنين وتوثقها بعقود رسمية صادرة من الدولة.
بهذا القرار، وضع (الشرمي) لوبي الفساد في زاوية ضيقة، وأصابهم بصدمة أربكت حساباتهم، فبدأت حملات التشويه والتهديد التي تشن عليه علنًا، في محاولة يائسة لإسكات صوت نزيه أراد أن يحرر الأراضي من سطوة لوبي فساد الأراضي.
ومن يعرف المهندس أحمد الشرمي الخلوق، يدرك أن هذا الرجل لا يعرف التراجع، وأنه لا يساوم على الحق، مهما كان الثمن، لقد اختار طريق النزاهة عن وعي، وعاهد نفسه أن يكون درعًا لأبين وأرضها، وأن يقف في صف المواطن الذي ظُلم، لا في صف من استغل سلطته لينهب باسم القانون.
من هذا المقال نرفع صوتنا عاليًا ونطالب محافظ أبين، ورئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، أن يقفا إلى جانب هذا الرجل النزيه، وأن يحموه من حملات الفساد التي تحاول كسر إرادته، فأمثال أحمد الشرمي لا يتركون وحدهم في الميدان، لأنهم من يحملون على أكتافهم الأمانة، ويصنعون الفجر من رحم العتمة.
أبين اليوم بحاجة إلى رجال من طينة المهندس (الشرمي)، رجال يؤمنون أن النزاهة ليست شعارًا يرفع، بل موقف يدفع ثمنه بشجاعة وثبات.. ولعل التاريخ - وهو لا ينسى - سيكتب أنه في زمن تاهت فيه البوصلة، وقف رجل اسمه أحمد الشرمي وقال: كفى عبثًا بأرض أبين.