منوعات

الثلاثاء - 11 نوفمبر 2025 - الساعة 06:36 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات


لم يعد الحيوان المنوي مجرد ناقل للحمض النووي إلى البويضة، حيث كشفت دراسة سويدية عن دور حاسم لجزيئات صغيرة مصاحبة له تسمى "الحمض النووي الريبوزي الميكروي" في تطور الجنين البشري.

وأوضحت البروفيسورة أنيتا أوست، أستاذة بيولوجيا الخلية والجزيئات في جامعة لينشوبينغ، والتي قادت الدراسة: "يبدو أن الحيوانات المنوية يمكنها المساعدة في تطور الجنين من خلال حمل جزيئات أخرى معها، بالإضافة إلى الحمض النووي (DNA). هذه الجزيئات تساعد في بدء تطور الجنين. لذا، يمكن القول إن للحيوان المنوي، أو الجزء الذكري في عملية التلقيح، أهمية أكبر مما كان يعتقد سابقا".

فبعد أيام من التلقيح، تبدأ هذه الجزيئات في تنظيم عملية نمو الجنين، وهو ما يغير فهمنا التقليدي لدور الذكر في عملية الإنجاب.

وفي ظل معاناة نحو واحد من كل ستة أزواج حول العالم من العقم، تبرز أهمية هذا الاكتشاف كأمل جديد لتحسين علاجات الإنجاب المساعد. ففي عمليات التلقيح الاصطناعي (IVF)، غالبا ما يكون تقييم جودة الأجنة التحدي الأكبر، حيث يفشل ثلث هذه المحاولات دون أسباب واضحة.

ومن خلال دراسة شملت 69 متبرعا، تمكن الباحثون في جامعة لينشوبينغ من رصد العلاقة بين ارتفاع مستويات هذه الجزيئات في السائل المنوي ونجاح تطور الأجنة.

والأكثر إثارة أن الباحثين وجدوا أن بوسعهم التنبؤ بجودة الأجنة قبل أيام من تكونها، ما يفتح الباب أمام تطوير وسائل تشخيصية دقيقة لقدرة الرجل على الإنجاب.

ورغم هذه النتائج الواعدة، ما زالت هناك أسئلة عالقة حول سبب امتلاك بعض الرجال الكثير من هذا الحمض النووي الريبوزي الميكروي (micro-RNA)، بينما لا يملك آخرون نفس الكمية. كما أنه من غير المعروف ما إذا كان الحمض النووي الريبوزي الميكروي يتكون في الحيوانات المنوية نفسها أم يأتي من الخصيتين أو البربخ (الأنبوب الملتف الموجود في الجزء الخلفي من الخصية)، حيث يتم تخزينها. والسؤال الآخر هو ما إذا كانت كميات الحمض النووي الريبوزي الميكروي تتأثر بنمط الحياة.

وفي محاولة للإجابة عن بعض هذه التساؤلات، يدرس الباحثون حاليا تأثير النظام الغذائي الصحي على مستويات الحمض النووي الريبوزي الميكروي خلال علاجات التلقيح الاصطناعي.

وجذب الحمض النووي الريبوزي الميكروي الأنظار عندما منحت جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء لعام 2024 للعلماء الذين اكتشفوا وجوده في الدودة الصغيرة C. elegans. واليوم، يعرف أكثر من ألف نوع مختلف من الحمض النووي الريبوزي الميكروي في البشر.

وتعتبر البروفيسورة أنيتا أوست، أن تشابه دور هذه الجزيئات بين الديدان والبشر أمر مدهش، ما يعزز فهمنا لوحدة أسس الحياة عبر الكائنات الحية.

وتمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فتح آفاق جديدة في تشخيص وعلاج العقم، حيث يمكن أن تصبح هذه الجزيئات مؤشرات حيوية تساعد الأطباء على تحديد أنسب طرق العلاج، مما يمنح الأزواج فرصاً أفضل لتحقيق حلم الأبوة.