مقالات وآراء

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 01:00 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_لطفي علوي بركات

تُعد المناضلة فائقة السيد باعلوي شخصية يمنية بارزة ومؤثرة في الساحة السياسية والاجتماعية، حيث بدأت مسيرتها الناجحة منذ السبعينات، مساهمةً في بناء المجتمع وتعزيز حقوق المرأة في عدن وفي اليمن بشكل عام. عُرفت بنضالها المستمر من أجل تمكين المرأة وبتصميمها على إشراكها في مواقع القرار، خاصة بعد الاتفاق على تخصيص نسبة لا تقل عن 30% من المقاعد للنساء في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

في عام 2012، قُدمت إليها فرصة تاريخية عندما قرر رئيس الجمهورية تعيينها كأول امرأة في اليمن لتتولى منصب مستشار مكتب رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، وهو المنصب الذي تحملت مسؤولياته سنتين قبل أن تُقدم على استقالتها احتجاجًا على تدهور الأوضاع في بلادها. لم تتوقف جهودها عند ذلك، بل تم تكليفها في عام 2014 بمنصب الأمين العام المساعد لشؤون منظمات المجتمع المدني في المؤتمر الشعبي العام، وهو تكليف جاء تقديرًا لمكانتها ودورها البارز في العمل الحزبي والسياسي.

وفي عام 2014، منحتها منظمة مؤتمر بناء الهوية الاقتصادية في الوطن العربي لقب سيدة العالم العربي، تقديرًا لإنجازاتها في المجالين الحكومي والحزبي، ولجهودها في دعم قضايا المرأة والمجتمع. يُعد هذا المؤتمر مؤسسة دولية ذات أفق إقليمي، تعنى بقيادات المرأة المميزة التي تلعب دورًا فاعلاً في قيادة مجتمعاتها أو قُومياتها.

تُعرف فائقة أيضًا بمواقفها الثابتة أثناء مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني، حيث كانت من أعضاء فريق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وتألقت بكلماتها المعبرة التي ألقتها في الجلسة العامة الثانية، مؤيدة للوحدة اليمنية.

أما على الصعيد الأمني والاجتماعي، فقد كرست جهودها لمواجهة الإرهاب ودعمت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الأمر الذي عرضه لتهديدات بالتصفيات، لكنها لم تتراجع عن مواقفها المبدأية.

كما تتميز بثقافتها اليسارية وقوميتها العربية، إضافة إلى دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، حيث تواصلت مع النضال منذ بداياتها، أي منذ أن كانت عضوة في اتحاد الشباب الاشتراكي وعضوة في اللجنة المركزية.

في السبعينات، كانت من العاملين في اللجنة الوطنية للمرأة، حيث قدمت أبحاثًا وتقارير عن وضع المرأة في سوق العمل، خاصة في المحافظات الجنوبية، وأسهمت في المبادرات الرامية إلى محو أمية المرأة وتعليمها، من خلال عملها في الحملة الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1985.

وتعلمت في كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة الجزائر، تخصص صحافة، مما أتاح لها فرصة احتراف العمل في المجال الإعلامي والتواصل السياسي. تقلدت مناصب عديدة في المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية، منها مديرة إدارة المنظمات العربية والدولية بوزارة الإعلام، وضابط إعلام في وزارة التربية والتعليم، وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية، مثل مؤتمر الشباب والطلاب بعدن، ومؤتمر السلام في منغوليا، ومؤتمر التضامن الأفروآسيوي في فيتنام.

ختامًا، تبقى فائقة السيد باعلوي رمزًا للنضال والصمود، وتصاحب مسيرتها الحافلة أماني الخير والصحة، وتظل ملهمة لكل من يسعى لحقوق المرأة والتنمية المجتمعية.