اخبار وتقارير

الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - الساعة 03:19 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



قال الكاتب الصحفي محمد المسبحي إن القاعدة العامة في الحروب الأهلية تقوم على أن من يسيطر على الأرض هو من يفرض شروطه، باعتبار أن القوة العسكرية هي التي تتحول لاحقًا إلى نفوذ سياسي وورقة تفاوض، مؤكدًا أن ميزان الميدان هو الذي يكتب سطور الطاولة.

وأوضح المسبحي، في منشور له على صفحته بموقع فيسبوك، أن أي طرف عسكري يتراجع طوعًا عن مواقع سيطرته دون مقابل سياسي واضح يكون قد وجّه ضربة قاصمة لمستقبله السياسي وحاضنته الاجتماعية، لافتًا إلى أن الجمهور في مثل هذه السياقات لا يقرأ التراجع بوصفه حكمة، بل كعجز أو خيانة لتضحيات سابقة.

وأشار إلى أن الحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي يرتبط بمنطق بقائه أكثر من ارتباطه بالنوايا، موضحًا أن الانتقالي بات سلطة أمر واقع نشأت في فراغ الشرعية، وترسخت عبر السيطرة الأمنية والعسكرية في عدن وأجزاء واسعة من الجنوب، وهي – بحسب تعبيره – مصدر قوته الوحيد وأساس حضوره في أي معادلة تفاوضية.

وحذر المسبحي من أن أي انسحاب غير مشروط أو تسليم دون ضمانات سياسية صلبة سيُفهم كـ«انتحار سياسي»، وسيفضي إلى انهيار القاعدة التي بُنيت على خطاب انتزاع الأرض والقرار، محولًا الانتقالي من شريك إلى عبء، مؤكدًا أن منطق الحروب الأهلية لا يرحم من يفرّط بما أُخذ بالقوة.

وفي المقابل، لفت إلى أن الانتقالي يدرك أن الحكم بالسلاح وحده مؤقت، وأن التحالفات تقوم على المصالح، ما يدفعه إلى المناورة بين تثبيت الأمر الواقع ومحاولة تحويله إلى مكسب سياسي معترف به، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة أو تقديم تنازلات مجانية.

وختم المسبحي بالقول إن ما يجري في جوهره صراع مواقع، مشددًا على أن من يخرج من الموقع يخرج غالبًا من التاريخ السياسي.