إسلاميات

السبت - 10 يوليو 2021 - الساعة 08:36 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/إعداد القاضي أنيس جمعان

الحِكمة من عدم قصّ المُضحّي لشعره :
➖➖➖➖➖➖➖
▪️إنّ من المكروه على من نوى الأضحية من المسلمين أن يأخذ شيئاً من شعر جسمه، أو يقصّ أظافره، أو شيئاً من جلده، وذلك بمجرد ثبوت دخول شهر ذي الحجة، ولا يُمنع من استخدام الطيب والعطور، ومعاشرة زوجته، ولكنّه حتى لو قصّ شعره أو قلّم أظافره فإنّ أضحيته تُعدّ صحيحةً ومقبولةً إن شاء الله، وقد نبّه العلماء وأشاروا إلى الحكمة من هذا الأمر فقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في شرحه لمسلم قوله إن الحكمة من النهي عن تقليم الأظافر والأخذ من الشعر للمضحّي تكمن في الحرص على بقاء جميع أجزاء بدن الإنسان لتعتق من النار.[١][٢]*

▪️وذكر الإمام المناوي ذلك أيضاً في كتابه فيض القدير فقال إنّ الحكمة في ذلك الإبقاء على كامل الجزاء فيعتق بذلك كله من النار، وقال التوربيشي إن السرّ في المنع من أخذ الشعر أو الأظافر للمضحي يعود إلى جعل المضحّي أضحيته فداءً عن نفسه من العذاب، فكأنه رأى نفسه مستحقاً للعذاب والعقاب المتمثل بالقتل، إلّا أنّه غير مأذون له فيه، ففدا نفسه بأضحيته، حتى صار كلّ جزءٍ منها فداءً عن كلّ جزءٍ منه، فجاء النهي عن الأخذ من الشعر والأظافر حتى لايفقد الإنسان قسطاً من ذلك عندما تتنزّل الرحمة ويفيض النور الإلهي لتتمّ له الفضائل ويُنزّه عن النقائص والرذائل جميعها.[٢]*

*حكم حلق الشعر للمُضحّي :*
➖➖➖➖➖➖➖
*▪️تعدّدت آراء الفقهاء في حكم حلق الشّعر لمن أراد الأضحية تبعاً لتعدّد أفهامهم للروايات الصحيحة الواردة من هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- في المسألة؛ ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا رأيتم هلالَ ذي الحجةِ، وأراد أحدكم أن يُضحِّي، فليُمسك عن شعرِهِ وأظفارِهِ)،[٣] حيث نتج عدّة ارآءٍ فقهيةٍ،[٤] ويمكن إجمال أقوال العلماء على النحو الآتي:*

*الرأي الأول :*
➖➖➖➖
*▪️ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الإمساك عن أخذ شيءٍ من شعر من أراد الأضحية في العشر الأولى من شهر ذي الحجّة حتى يُضحّي، ونقل الإمام السيوطي عن جمهور أهل العلم أنّ النهي الوارد في الحديث إنّما هو نهي تنزيهٍ، لا نهي تحريمٍ، والحكمة التّشريعية من هذا الفعل المأخوذ على وجه الاستحباب أن تبقى كامل أجزاء المضحّي عُرضةً للعتق من النار، وقيل في الحكمة منه استحباب تشبّه المضحّي بحال المحرمين في الحجّ،[٥] وبناءً على هذا الفهم؛ فلو قصّ المضحي شعره أو حلَقَه قبل أنّ يضحّي فلاحرج عليه وتصحّ أضحيته، وينالها القبول بإذن الله -تعالى-.[٦]*

*الرأي الثاني :*
➖➖➖➖
*▪️ترى طائفةٌ من أهل العلم، ومنهم الإمام ابن باز أنّ من أراد أن يضحي فلا يجوز له أنْ يأخذ من شعره شيئاً، لا من شعر رأسه، ولا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه، حتّى يضحي، فإذا دخل شهر ذي الحجّة، وهلّ هلاله حرُم على المضحّي، رجلاً أو امرأةً أخذ شيءٍ من الشعر من سائر البدن، أمّا إن كان المضحيّ قد وكّل أحدهم بالذّبح، وأخذ الوكيل من شعره فلا حرج عليه، لأنّه ليس مضحٍّ، ويجري الحكم بمنع الأخذ من الشعر على من وكّله، وهو المضحي الحقيقي،[٧] وذهب الشيخ ابن عثيمين، وهو -من أنصار هذا الرأي- إلى عدم الحرج بقصّ الشعر لمن احتاج إلى أخذ شيءٍ منه، كأن يكون أصابه جرحٌ، فاحتاج إلى قصّ الشعر عن موضع الإصابة.[٨]*

*المراجع:*
*(١) ↑ "حكم قص الشعر والظفر لمريد التضحية"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2018. بتصرّف.*
*(٢) ^ أ ب "الحكمة من منع المضحي من قص شعره وأظافره"، www.fatwa.islamweb.net، 2007-1-9، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-30. بتصرّف.*
*(٣) ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.*
*(٤) ↑ محمد المنجد (4-3-2013)، "هل يجوز للمضحي أن يأخذ من شعره قبل أن يضحي لعذر؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2019. بتصرّف.*
*(٥) ↑ "حكم قص الشعر والظفر لمريد التضحية"، www.aliftaa.jo، 11-11-2013، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.*
*(٦) ↑ دائرة الإفتاء العام (24-11-2009)، "بيان دائرة الإفتاء في حكم قص الشعر والأظافر لمريد التضحية"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.*
*(٧) ↑ ابن باز، "حكم أخذ الشعر أو الأظافر لمن يريد أن يضحي"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.*
*(٨) ↑ محمد المنجد (4-3-2013)، "هل يجوز للمضحي أن يأخذ من شعره قبل أن يضحي لعذر ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.*

*▪️المصدر موقع موضوع*
----------------------------------