مقالات وآراء

الإثنين - 08 يوليه 2024 - الساعة 02:47 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ"أحمد عقيل باراس"

بالرغم مماكشفته واقعة اختطاف المقدم علي عشال وماشهدته من تداعيات عن هشاشة الوضع الامني في عدن مؤكدة في الوقت نفسه ان الامور في هذه المدينة ليست على مايرام فإننا نرى انها كانت نتاج طبيعي عن صمت قيادات المستوى الاعلى عن الأخطاء التي كانت تحدث امام اعينهم وتغاضيهم عنها دون ان يحركوا ساكناً او يعملوا على ايقافها في بدايتها ويجعلوا مرتكبيها يشعرون بفذاحة اخطائهم مادفع بمرتكبي هذه الاخطاء من القيادات الوسطية إلى الاستمرار في الخطاء حتى اخذوا يشعرون بانهم كبار واقوياء إلى الدرجة التي لا يستطيع احد ان يجرؤ على مسالتهم عليها وما ساعدهم في غرس هذا الشعور في نفسياتهم حداثة سن هذه القيادات الوسطية الذين كان معظمهم من الشباب المتحمسين حديثي الخبرة وممارستهم لاعمالهم بدون ان يتحصلوا على الحد الادنى من التوجية ومن الرقابة والاشراف المباشر على اعمالهم فكانت النتيجة وفي اطار شعورهم بان مايقومون به انما لخدمة الوطن وتحصينه من اعدائه ان ارتكبو اخطاء فضيعة إذ اختلط على بعضهم العمل العام بالخاص والوطني بالمصلحة الشخصية ليجدو انفسهم في نهاية المطاف وقد ابتعدوا كثيراً عن اهداف المشروع الذي يحملونه والذي لم يوجدوا في هذه المواقع إلا لاجلة .

        وللتوضيح اكثر فبالنظر للجانب الامني بعدن نجد ان معظم القيادات الامنية التي تولت ادارة الملف الامني فيها بعد تحريرها قد تكونت من هؤلاء الشباب عديمي الخبرة الذين كان وجودهم حينها اما كضرورة بعد تخلي معظم القوئ الامنية السابقة والمؤهلة عن اداء مهامها واما كاستحقاق طبيعي لما قدموه من تضحيات في حرب 2015م فكان صمت قادتنا فيما بعد عن اخطاء البعض منهم وتركهم فريسة لاهوائهم كان بمثابة خطا كبير اضر بنا وبهم وبالمدينة نفسها كثيراً ولازلنا ندفع ثمنه حتى اليوم فقد تسبب هذا الصمت في خسارتنا لجهود اشخاص كثر منهم بوصول اخطاء بعضهم إلى نقطة ومستوى لا يمكن السكوت عنه فخسرنا اولاٌ امام النوبي ثم صامد سناح الذين يعدان من القادة الشباب الذين كان لهما دور إيجابي في مقاومة الاحتلال الثاني للجنوب وفي تامين عدن بعد تحريرها وطرد القاعدة منها فلو اوقفا منذ البداية وعند اول خطاء ارتكباه لما تماديا وخسرناهما وخسرنا جهودهما ويبدو اليوم ان نفس الشي سيتكرر مع يسران مقطري وان بشكل اوسع وسنخسر جهوده هو الآخر ولنفس السبب السكوت عن الاخطا .

     وبالعودة لواقعة الاختطاف التي لا يختلف اثنان على ادانتها فهي لا تليق بالجهة التي تقف ورائها ولا حتى المحسوبة عليها وهي بكل المقاييس مسيئة للجميع وللمدينة ولمشروعنا الذي نتبناه والذي من اجله سقط آلالاف من الشهداء الا انها ( آي واقعة الاختطاف تلك )  تجاوزت في مجملها ابعادها الطبيعية إلى ماهو اكبر واكثر من ذلك بكثير فإلى جانب هشاشة الوضع الامني الذي كشفته في المدينة كشفت كذلك ايضاً عن حقيقة الصراع الذي يدور بين القوى الامنية الجديدة التي ظهرت بعد الحرب والتي لا يزال نفوذها قوياً في عدن وبين القوى الامنية التقليدية القديمة المرتبطة بالدولة العميقة العائدة إلى المشهد بقوة من جديد ومحاولتها ايجاد لنفسها مكان اذ بدا لا هم لها سوى تحطيم تلك القوى الجديدة او على اقل تقدير السيطرة عليها تمهيداً لاعادة الامور إلى ماكانت عليه في السابق مستخدمة في ذلك كل خبراتها ودهائها وامكانياتها لذا وازاء الواقع الذي سوف يترتب على هذه الواقعة وتداعياتها ونراه ماثلاً امامنا يبقى اقصى مانتمناه اليوم ان يتم الحفاظ على هذه الوحدات وإلا تكون تلك الاخطاء التي بالتاكيد لا يتحملها غير مقترفيها وحدهم فقط فرصة لتحطيم كل ماتحقق وان يتم اسدال الستار عن هذه الواقعة البشعة والكشف عن تفاصيلها وعن مصير المختطف علي عشال وتقديم خاطفيه ومن يقفون ورائهم للمحاكمة العادلة فالتاخير في حسم هذا الامر يجعل الابواب مفتوحة وعرضة للتاويل مما يزيد المشهد احتقاناً فوق ماهو محتقن اساساً .