الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي
وصلت الفاقة إلى كل بيت، وارتفعت أصوات البطون، ونادى المواطن رئيسه الذي انتخبه واختاره بمحض إرادته ليعود، ففي كل موقع تجد المواطن يطالب بعودة فخامة الرئيس هادي، وخرج المواطنون ليطالبوا بعودته، وكانت شعاراتهم تحمل معاناتهم جراء الوضع المزري الذي يعانونه، فمن ضمن هذه الشعارات: يا هادي ارجع ارجع أكلنا لما نشبع.
لابد من عودة هادي، لابد من أن يعيش المواطن بأمانين الأمن من الجوع والأمن من الخوف، فقد فقد المواطن الأمانين بعد ذهاب فخامة الرئيس هادي ومجيء مجلس قيادة لا يفقه من أمور السياسة إلا السير نحو المجهول وبخطى حثيثة.
يا هادي ارجع ارجع فقد تعب المواطن بما فيه الكفاية، وأصبح المواطن يبحث عن لقمة العيش ولم يجدها، لم يعد المواطن يبحث عن تعليم أبنائه، ولا رفاهية أسرته، فهمه كله محصور في لقمة العيش وكيف يدبرها في ظل غلاء فاحش، لم يعد المواطن يحلم بتعليم جامعي ولا تطبيب بقدر تفكيره بلقمة يقيم بها صلبه.
يا هادي ارجع ارجع أكلنا لما نشبع، فوالله ثم والله إن بعض الأسر لم تعد تعرف الشبع، وأصبحت الأسرة تتقاسم رغيف الخبز الذي كان يتناوله الواحد منهم، وحُرِمَ الأطفال من الحليب، وبكى الرجال أمام نسائهم، وتحطمت كرامة الآباء أمام أبنائهم، وتذلل الموظف لصاحب البقالة، وخرجت النساء إلى المساجد والجولات ليتسولن، وسُمِعَ أنين الحوعى في كل بيت، فيا هادي ارجع ارجع لعلنا نشبع حتى ليوم واحد.
تأتي مطالبتنا بعودة هادي، لأننا اخترناه وانتخبناه، لهذا نطالب بعودته، فعلى المجتمع الدولي الذي يتبجح بالديمقراطبة أن يعيد لنا رئيسنا الذي انتخبناه، أما حياة بدون رئيس منتخب وواحد فمستحيلة، وقد بدأت المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات بعدما دق الجوع والفقر باب كل الأسر في هذا الوطن المطحون.