مقالات وآراء

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 01:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/محمد حيدرة أحمد

في الذكرى العاشرة لتحرير عدن، كتب الأستاذ محمد حيدرة أحمد، سكرتير الرئيس التنفيذي لموانئ خليج عدن، شهادة توثق صفحات من التضحيات والصمود، مسلطًا الضوء على الدور المحوري الذي لعبه ميناء عدن خلال فترة الحرب والحصار المفروض على المدينة.

وقال حيدرة، تعرضت مدينة عدن لحصار خانق فرضته المليشيات الحوثية، أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والإنسانية، مما تسبب في موجات نزوح كبيرة شملت مئات الآلاف من الأسر التي لجأت إلى مناطق أكثر أمانًا مثل المنصورة والبريقة وصلاح الدين، وفي خضم هذه التحديات، برز ميناء عدن كرمزٍ للصمود وركيزة أساسية في تخفيف معاناة السكان المحاصرين.

دور الميناء خلال الأزمة

تحت قيادة الدكتور محمد علوي أمزربة، رئيس مجلس إدارة ميناء عدن، تم تشكيل فريق إدارة أزمة عمل على تجهيز القاطرات البحرية وزوارق الإرشاد، وتوفير الوقود للمستشفيات مثل مستشفى باصهيب، الذي كان يستقبل الجرحى ويخفف عن المحاصرين.

كما لعبت الفرق العاملة دورًا أساسيًا في إيصال المواد الغذائية والاحتياجات اليومية إلى سكان المديريات المحاصرة، ونقل النازحين إلى مناطق أكثر أمانًا.

لحظات فارقة

مع اشتداد المعارك وسقوط بعض المديريات، تولّى ميناء عدن مهمة إجلاء السكان من المناطق المحاصرة مثل التواهي وكريتر، عبر القاطرات وزوارق الإرشاد البحرية إلى ميناء الزيت بالبريقة، حيث استقبلتهم المناطق الأكثر أمانًا. وقاد الشهيد علي ناصر هادي، مع قادة المقاومة، معركة تأمين مديرية التواهي، قبل أن يرتقي شهيدًا في مواجهة عنيفة مع المليشيات.

معركة التحرير

وفي الـ27 من رمضان 1436هـ (2015م)، انطلقت "معركة السهم الذهبي" لتحرير عدن بدعم جوي وبري من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبإشراف الرئيس عبدربه منصور هادي، وشهدت المعركة مشاركة بارزة من القادة العسكريين، مثل اللواء جعفر محمد سعد واللواء عبدالله الصبيحي، الذين سطروا ملاحم من البطولة والتضحية.

ما بعد التحرير

كان يوم تحرير عدن تاريخيًا، حيث دخلت أول سفينة إغاثة، "درب الخير" إلى ميناء عدن، محملة بـ3540 طنًا من المواد الغذائية، ورغم القصف الذي تعرض له الميناء في هذا اليوم، استمر العاملون بقيادة الدكتور أمزربة في تفريغ السفن وتوزيع المساعدات، مؤكدين روح التحدي والإصرار على مساعدة المواطنين.

ختامًا

أشاد الأستاذ محمد حيدرة بالدور البطولي الذي لعبه ميناء عدن وقيادته خلال فترة الحرب، مقدمًا الشكر لكل الجهات التي ساهمت في جهود الصمود والإغاثة، كما ترحّم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن المدينة، مؤكدًا أن تضحياتهم ستظل خالدة في ذاكرة الوطن.