الإثنين - 31 مارس 2025 - الساعة 05:07 م
منذ أن بدأت الضربات الأمريكية على الحوثيين، بدا الأمر وكأنه رسالة طمأنة للحلفاء في المنطقة، خصوصا السعودية والإمارات، بأن واشنطن لا تزال ملتزمة بحماية أمن الخليج وردع أي تهديد يطال الملاحة في البحر الأحمر. لكن السؤال هل هذه الضربات مجرد ردع عسكري أم أن وراءها حسابات أعمق.
في الظاهر، تبدو العمليات الأمريكية جزء من استراتيجيتها لحماية الممرات البحرية وضمان استقرار التجارة الدولية. لكن في العمق، لا تسعى واشنطن إلى القضاء التام على الحوثيين، بل فقط إلى إضعافهم دون إنهائهم، لأن استمرار وجودهم يمنحها أداة ضغط دائمة في المنطقة.
بقاء الحوثيين كقوة قائمة يتيح للولايات المتحدة تبرير وجودها العسكري في البحر الأحمر والخليج، بحجة حماية الملاحة الدولية، كما يمنحها القدرة على التحكم في ميزان القوى في المنطقة عبر إبقاء جميع الأطراف تحت سقف معين من القوة، فضلا عن الفائدة الاقتصادية من استمرار بيع الأسلحة لحلفائها القلقين من تهديد الحوثيين.
كل ما يجري يؤكد أن واشنطن لا تخوض حربا لإنهاء الحوثيين، بل لإبقائهم تحت السيطرة كأداة تحركها متى شاءت. فالتصعيد العسكري ليس سوى إعادة ضبط للمعادلة وليس خطوة نحو الحل. وفي النهاية، تبقى المصالح الأمريكية هي الحكم، بينما تستمر المنطقة في دائرة لا تنتهي من الصراعات المدارة والمفتعلة.
في النهاية، الحرب في اليمن ليست مجرد نزاع بل هي ورقة مساومة استراتيجية، وواشنطن لن تتخلى عن ورقة مربحة كهذه بسهولة. بينما يبقى المواطنون الذين ينتظرون بصبر، يترقبون املا في حلول مستدامة تضمن لهم حياة كريمة وآمنة بعيدا عن ضغوط الصراعات والتدخلات السياسية.