أخبار محلية

الإثنين - 04 أغسطس 2025 - الساعة 12:42 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



في كل أزمة كهرباء تعصف بمدينة عدن، يعود اسم محطة الحسوة إلى الواجهة، كخشبة مسرح تدور عليها مسرحية لا تنتهي أبطالها سفراء ووزراء ومقاولون، وضحيتها سكان المدينة الذين يرزحون في ظلام مستمر.

الكاتب السياسي محمد المسبحي عبر صفحته على فيسبوك استعرض مأساة المحطة قائلاً: "قبل سنوات زار السفير الروسي المحطة واجتمع بالمسؤولين ووعد بتأهيلها، ثم غادر، ولم نرى سوى الصمت. واليوم جاء السفير الثاني ووعد بتأهيل التوربين الصيني وتركيب غلاية ومقطرة جديدة، وربما سيرحل هو الآخر دون أن يتحقق شيء ملموس سوى ترقيعات عابرة."

وأضاف المسبحي أن القصة أعمق من ذلك، إذ إن عهد رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر شهد توقيع عقد مع شركة أوكرانية لإعادة تأهيل المحطة بملايين الدولارات، وكان من المفترض أن يرتفع إنتاجها من 25 ميجاوات إلى 125 ميجاوات، إلا أن السنوات مضت والمحطة ما زالت تعمل بقدرة منخفضة، تعاني من التدهور والصدأ.

وأشار تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة إلى كارثة حقيقية، حيث صرف مبلغ 31 مليون دولار لتأهيل توربينين وغلايتين غير مجديتين اقتصادياً، بينما كان بالإمكان إنشاء محطة جديدة بتكنولوجيا حديثة بنفس القدرة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم تنفيذ المشروع بالأمر المباشر دون إجراء مناقصة، ومنحت الشركة المنفذة تسهيلات وإعفاءات من الضمانات، لكنها فشلت في الوفاء بالتزاماتها، مما جعل تأهيل المحطة مجرد خدعة وترقيع لم يصلح شيئاً.

واليوم، وبعد توقف المحطة لأكثر من ستة أشهر، يوجه المسبحي سؤالاً لوزير الكهرباء: "إذا كانت كل التقارير والخبراء أجمعوا على أن عمر المحطة قد انتهى، فلماذا الإصرار على ترقيعها وتكرار نفس السيناريو مع كل سفير وشركة؟ من المستفيد ومن يقف وراء هذا العبث؟"

وختم الكاتب قائلاً: "عذراً إن كانت كلماتي حادة، لكن من وجعنا نقولها، ولسنا نريد الإضرار بأحد، وإنما نقدنا ينبع من حرقة قلب على عدن، ونتمنى أن نراها في حال أفضل. سامحونا وتقبلوا نقدنا بحسن نية."