الوطن العدنية/وسيم العوامي
في مثل هذه الأيام العصيبة التي تمر بها مدينة عدن، تعود إلى الأذهان المواقف الوطنية والإنسانية التي سطّرها مكتب الشيخ مهدي العقربي، الرجل الذي لم يتوانَ يومًا عن مد يد العون ومساندة أبناء مدينته في أصعب الظروف. لقد كان حاضرًا وقت الشدة، مبادرًا حين تخلّى الآخرون، سبّاقًا في خدمة الناس وحماية مجتمعهم من المخاطر.
فمنذ أولى موجات الأوبئة، كان مكتبه في طليعة المبادرين بحملات الرش الضبابي التي جابت مختلف المديريات، حمايةً للأهالي وصونًا لصحتهم. وعندما داهمت السيول والأمطار المدينة وخلفت الدمار والأضرار، تحرك بجهود جبارة لرفع المخلفات وفتح الطرقات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في وقتٍ كان الناس فيه بأمسّ الحاجة لوقفة صادقة ومسؤولية حقيقية.
ولم يقف عطاؤه عند ذلك، بل امتد ليشمل تعويض الأسر التي تضررت منازلها جراء السيول والكوارث الطبيعية، في لفتة إنسانية نبيلة تُجسّد معاني التكافل والتراحم. كما قدّم الدعم السخي للمراكز الصحية والطبية في مختلف المديريات، إيمانًا منه بأن صحة المواطن هي الركيزة الأولى لبناء المجتمع، وأن دعم الكوادر الطبية واجب وطني وأخلاقي.
اليوم، وبينما تتكالب بعض الأطراف الرسمية وغير الرسمية لمحاولة الإساءة إلى شخصه والنيل من مكانته الاجتماعية والوطنية، نرفع صوتنا عاليًا لنقول:
إن الشيخ مهدي العقربي ليس مجرد شخصية اجتماعية، بل هو هامة وطنية ورمز من رموز عدن، قدّم الغالي والنفيس لأبناء مدينته، وترك بصمات إنسانية لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الأجيال.
إن ما يستحقه هو التكريم والثناء، لا الاستهداف والإقصاء. وما يجب أن يُقال عنه هو كلمة حق وشهادة وفاء، لا محاولات التشويه. فالتاريخ لا يرحم من يحارب الأوفياء، والشعوب لا تنسى رجالها المخلصين الذين وقفوا معها في الأزمات والشدائد.
*وسيم العوامي*