مجتمع مدني

السبت - 27 سبتمبر 2025 - الساعة 04:11 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/عدن


بقلوب مليئة بالحزن والألم، نودع اليوم رمزًا من رموز الخير والصلاح، الشيخ مهدي العقربي شيخ مشائخ مدينة بئر أحمد وضواحيها ، الذي اغتيل غدرًا وظلمًا وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة، بجانب المسجد.

لقد فقدنا برحيله إنسانًا نبيلًا، كان القلب الحاني والأيادي البيضاء التي لم تتوقف عن العمل من أجل خدمة المجتمع، في زمن غابت فيه معاني الإنسانية والحق ، وإن جريمة إغتياله، وهو في طريقه لأقدس وأطهر بقاع الأرض، تدمينا وتركت في وجداننا ألمًا لا يمكن أن يخفى، فهي جريمة مروعة لا يقرها عقل، وعار على من قام بها.

نحن جميعًا، بمختلف انتماءاتنا، نرفض هذه الوحشية والإرهاب بكل قوة، ونطالب قوات الأمن بسرعة الكشف عن هوية الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، لأن دم الشيخ مهدي، رحمه الله، لا ينبغي أن يذهب هدرًا، وهو الذي كرّس حياته للمساعدة والخير ، وساهم بإخلاص في دعم ومساندة أهالي عدن في أحلك الظروف ووصلت بصماته وأعماله الخيرية إلى مديريات ردفان والصبيحة وأبين.

لقد كان رحمه الله رمزا للعطاء، وساهم بأعماله الخيرية في التخفيف من معاناة أهل عدن ، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها المدينة، من بينها تفشي الأوبئة، وساهم بتوفير المستلزمات الصحية والطبية للمرافق الصحية الحكومية ، وساهم في ترميم وتأهيل طرقات مدينة الشعب وبئر أحمد، وتنفيذ حملات الرش الضبابي بمختلف المديريات ، وقدم دعمًا للشباب والطلاب الجامعيين والرياضيين، وقد كانت مواقفه تعكس صدق انتمائه وحرصه على وحدة وتماسك مجتمعه.

اليوم، ونحن نودع رجلًا من أعمدة الخير، نعزي أنفسنا قبل أن نعزي أسرته وأقاربه، ونعزي أبناء بئر أحمد خاصة وعدن عامة الذين فقدوا أحد رموزهم الوطنية والنضالية ، وكان جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني، وبذل جهوده مخلصًا في أصعب الأوقات.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ويأخذ بأيدي العدالة للقصاص من مرتكبي هذه الجريمة النكراء، فهي لن تمحو آثارها إلا بالعدالة ، وعدن لن تنسى أو تتنازل عن حقها في أمن واستقرار، وأن دماء الشيخ مهدي لن تكون عبثًا، بل ستظل نبراسًا يُلهِم الجميع لمواصلة درب الخير والصلاح.
#سامح_جواس