منوعات

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 12:43 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات

يجد المصابون بمتلازمة القولون العصبي أنفسهم أمام معادلة صعبة كل يوم: كيف يمكن تناول طعام مشبع ولذيذ دون أن تتكرر نوبات الانتفاخ أو الإمساك؟ فالأمعاء الحساسة لا تتعامل بسهولة مع كل ما يوضع أمامها، ومع الوقت يصبح المطبخ ساحة تجارب بين ما يريح البطن وما يثير الاضطراب.

ووفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health فإن التعامل الذكي مع النظام الغذائي لا يعتمد فقط على نوع الطعام، بل على طريقة تحضيره ومحتواه من السكريات المعقدة المعروفة باسم فودماب، وهي مركبات تسبب تخمرًا مزعجًا في الأمعاء الحساسة، لذلك يقترح الخبراء مجموعة بدائل غذائية عملية تُمكِّن المصابين من الحفاظ على نظامهم الهضمي في حالة توازن دون التضحية بالتنوع أو المذاق.



الخضراوات المطهية .. خيار أكثر لطفًا
يؤكد اختصاصيو التغذية أن طهو الخضراوات يجعلها أسهل في المرور عبر الجهاز الهضمي مقارنة بتناولها نيئة، الحرارة تُلين الألياف وتقلل من مقاومتها للهضم، مما يخفف الضغط على القولون، يمكن سلق الكوسة أو طهي الجزر على البخار بدلًا من تناول البروكلي النيئ، فذلك يقي من الانتفاخ ويوفر نفس الفائدة الغذائية دون الإزعاج.


الشوفان بديلًا للخبز الكامل
رغم أن خبز القمح يُعد خيارًا صحيًا في العموم، إلا أنه يحتوي على سكريات فودماب يصعب امتصاصها، وقد تسبب الإمساك لدى من يعانون من القولون العصبي المزمن، أما دقيق الشوفان فيوفر أليافًا قابلة للذوبان تساعد على ترطيب البراز وتحريك الأمعاء بلطف، لذا يُنصح بأن يكون الإفطار وعاءً دافئًا من الشوفان بدلاً من شرائح الخبز المحمص المعتادة.


القهوة الدافئة تنبّه الأمعاء
لا تُعد القهوة المثلجة صديقة للهضم في كثير من الأحيان، إذ قد تسبب انقباضًا سريعًا في الأمعاء دون منحها الوقت الكافي للحركة الطبيعية، في المقابل، يُساعد فنجان القهوة الساخنة على تنشيط القولون تدريجيًا بفضل مادة الكافيين وحمض الكلوروجينيك اللذين يحفزان عملية الإخراج، ويفضل إعدادها بحليب خالٍ من اللاكتوز أو بحليب اللوز لتجنب تهيج الجهاز الهضمى.


نكهة دون تهيج.. البصل الأخضر والثوم المعمر
يُضفى البصل والثوم طعمًا محببًا على الطعام، لكنه ثمن باهظ لمن يعانون من القولون العصبي، إذ يحتوي كلاهما على فودماب عالي التركيز. يمكن استبدالهما بالأجزاء الخضراء من البصل الأخضر أو بالثوم المعمر لإضافة نكهة دون اضطراب. كما أن استخدام الزيوت المنقوعة بالثوم يمنح نفس المذاق دون أن تصل المركبات المهيجة إلى الأمعاء.



بروتينات نباتية تساعد على التوازن
التحول الجزئي إلى البروتين النباتي يُعد خطوة مفيدة للهضم. فمنتجات الصويا المخمرة مثل التوفو والتيمبيه تحتوي على بكتيريا نافعة تساهم في توازن الميكروبيوم المعوي. هذا التوازن يساعد على تحسين الامتصاص وتقليل الالتهاب الداخلي. كما يمكن إدخال الأطعمة المخمرة الأخرى مثل الكفير أو الكيمتشي في النظام الغذائي بكميات صغيرة لتدعيم صحة الأمعاء.



البذور الغنية بالألياف.. دعم طبيعي للحركة
بدلًا من تناول المكسرات التي تحتوي على نسب عالية من الفودماب، يُوصى ببذور الشيا والكتان كمصدر لطيف للألياف. فعند نقعها، تمتص هذه البذور الماء وتشكل قوامًا جيلاتينيًا يسهل مرور الفضلات. يمكن رش ملعقة صغيرة منها على الزبادي أو إضافتها إلى دقيق الشوفان للحصول على فائدة مزدوجة للهضم والطاقة.



توازن الماء والألياف مفتاح الراحة
من المهم مرافقة أي زيادة في تناول الألياف بشرب كميات كافية من الماء، لأن الألياف وحدها قد تزيد من الغازات إذا لم تُرطب بشكل كافٍ، الحفاظ على هذا التوازن يساعد الأمعاء على العمل بانسيابية ويمنع الإمساك المزمن المرتبط بمتلازمة القولون العصبي.

إن إدخال هذه التبديلات البسيطة في النظام الغذائي لا يغيّر نمط الأكل فحسب، بل يعيد للمعدة استقرارها ويقلل من تكرار النوبات المزعجة، فالغذاء ليس مجرد وسيلة للشبع، بل أداة علاجية فعالة إذا أُحسن اختيارها وتحضيرها.