منوعات

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 12:44 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات

يُعد ضبط مستويات السكر في الدم جزءًا أساسيًا من التعايش مع داء السكر، ولكن الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل كاف لا يقل أهمية عن ذلك للحفاظ على الصحة العامة، فالجفاف لا يسبب العطش أو جفاف الفم أو التعب فحسب، بل قد يُصعب أيضًا التحكم في مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر ارتفاعه المفاجئ ومضاعفات أخرى، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

فعندما يفقد الجسم الكثير من السوائل، يزداد تركيز الجلوكوز في الدم، مما قد يُفاقم ارتفاع سكر الدم ويزيد الضغط على الكلى والجهاز القلبي الوعائي، لذلك فإن فهم العلاقة بين داء السكر والجفاف، والتعرف على علامات الإنذار المبكرة، مثل كثرة التبول، والدوار، أو لون البول الداكن، واتخاذ خطوات للحفاظ على ترطيب الجسم يوميًا، يُمكن أن يُساعد في الوقاية من المشكلات الصحية الخطيرة ودعم الصحة العامة على المدى الطويل.



كيف يمكن أن يؤدي مرض السكر إلى الجفاف؟
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة جمعية أطباء الهند، يواجه مرضى السكر خطرًا متزايدًا للإصابة بالجفاف نتيجة للتأثيرات المشتركة لإدرار البول واختلال توازن السوائل، ويوضح الباحثون أن ارتفاع سكر الدم يُجبر الكلى على التخلص من الجلوكوز الزائد، مما يؤدي بدوره إلى سحب الماء من أنسجة الجسم، وقد تتفاقم هذه العملية بسبب عوامل مثل الطقس الحار، أو المرض، أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، أو عدم تناول كمية كافية من السوائل، وتؤكد الدراسة أن الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل كاف يعد عنصرًا أساسيًا وغالبًا ما يتم تجاهله في إدارة مرض السكري ومنع المضاعفات الخطيرة.

وعندما ترتفع مستويات السكر في الدم بما يفوق قدرة الجسم على معالجتها، تعمل الكلى بجهد أكبر للتخلص من الجلوكوز الزائد عبر البول، وتؤدي هذه العملية إلى سحب كميات إضافية من الماء من أنسجة الجسم، مما يؤدي إلى كثرة التبول وفقدان السوائل، ونتيجة لذلك، يصبح الدم أكثر تركيزًا بالجلوكوز، مما قد يجعل مستويات السكر تبدو أعلى ويفاقم الجفاف، مع مرور الوقت، يمكن أن تُرهق هذه الدورة الكلى والجهاز الدوري والتوازن الأيضي العام.



لماذا يكون مرضى السكري أكثر عرضة للجفاف؟
هناك العديد من العوامل التي تجعل الجفاف أكثر شيوعًا وخطورة محتملة بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكر.. على النحو التالى:

ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى كثرة التبول.

يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر على وظائف الكلى أو كمية البول أو الشعور بالعطش.

تؤدي ممارسة التمارين الرياضية والطقس الحار والمرض إلى زيادة فقدان السوائل من خلال العرق أو القيء أو الإسهال.

يمكن لمضاعفات مرض السكر، مثل مشاكل الكلى أو الأعصاب، أن تقلل من قدرة الجسم على اكتشاف الجفاف في وقت مبكر.

حتى الجفاف البسيط يمكن أن يكون له تأثير أكثر أهمية على شخص مصاب بالسكري مقارنة بالسكان بشكل عام.



علامات وأعراض الجفاف
من الضروري التعرّف على علامات التحذير المبكرة. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

العطش المستمر أو جفاف الفم.

البول الداكن أو المخفف.

جفاف العين أو الجلد.

الصداع، أو الدوخة، أو الدوار.

الشعور بالتعب بشكل غير عادي.

قد يُسبب الجفاف الشديد أيضًا انخفاض ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب، والارتباك، أو الإغماء، فإذا ظهرت هذه الأعراض بالتزامن مع ارتفاع سكر الدم، فمن المهم اتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا.



كيف يؤثر الترطيب على نسبة السكر في الدم؟
مع أن شرب الماء لا يخفض سكر الدم مباشرة، إلا أنه يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على توازن الجسم، ويساعد الترطيب الكافي على تخفيف مستويات الجلوكوز في الدم، ويدعم وظائف الكلى المسئولة عن تصفية السكر الزائد، كما يقلل تناول السوائل بكميات كافية من خطر ارتفاع سكر الدم الناتج عن الجفاف، مما يجعل الترطيب أداة بسيطة وفعالة في إدارة مرض السكر، بالإضافة إلى ذلك، يُحسن الحفاظ على رطوبة الجسم مستويات الطاقة، ويُسهل الهضم، ويدعم الصحة الأيضية بشكل عام، مما يُساعد الجسم على العمل بكفاءة أكبر طوال اليوم.



نصائح عملية لترطيب الجسم لمرضى السكر
استراتيجيات بسيطة للبقاء رطبًا ودعم صحتك.. كما يلى:

اشرب الماء بانتظام بدلاً من الانتظار حتى تشعر بالعطش.

الحد من المشروبات السكرية، والتي يمكن أن تزيد من نسبة السكر في الدم دون ترطيب الجسم بشكل صحيح.

راقب لون البول، فالبول الشاحب عادة ما يشير إلى وجود كمية كافية من الترطيب.

قم بتعديل ممارسة النشاط الرياضى على حسب الطقس، حيث إن الحرارة وممارسة التمارين الرياضية تزيدان من احتياجات السوائل.

خذ بعين الاعتبار الأدوية والحالات الصحية التي قد تؤثر على الترطيب.

قم بتوزيع كمية الماء التي تتناولها على مدار اليوم للحفاظ على التوازن وتجنب اضطراب النوم بسبب التبول المتكرر في الليل.

عندما يصبح الجفاف خطيرًا يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد إلى مضاعفات خطيرة لدى مرضى السكر، مثل الحماض الكيتوني السكري (DKA) في النوع الأول من داء السكر، أو حالة فرط سكر الدم الأسمولي (HHS) في النوع الثاني من داء السكر، وتشمل أعراض الجفاف الشديد العطش الشديد، والارتباك، والتقيؤ، وبول داكن جدًا، أو رائحة كريهة في الفم، في حال ظهور هذه الأعراض، يلزم الحصول على رعاية طبية فورية.



لماذا يعد الترطيب مهمًا للصحة على المدى الطويل؟
يدعم الترطيب الجيد وظائف الكلى، والدورة الدموية، والتوازن الأيضي العام، وبالحفاظ على تناول كمية كافية من السوائل، يمكنك تقليل خطر ارتفاع سكر الدم الناتج عن الجفاف، ومساعدة جسمك على إدارة الجلوكوز الزائد بكفاءة أكبر، كما يُساعد الترطيب على تحسين مستويات الطاقة والتركيز والصحة العامة، مما يجعله جزءًا أساسيًا من الإدارة الشاملة لمرض السكر.