آخر تحديث للموقع :
السبت - 08 نوفمبر 2025 - 12:32 م
هيئة التحرير
من نحــن
إتصـل بـنا
اخبار وتقارير
|
محلية
|
أبين
|
رياضة
|
عربية وعالمية
|
حوارات
|
اقتصاد
|
قصص الشهداء
|
ثقافة وفن
|
علوم وتقنية
|
آراء
|
مجتمع مدني
|
إتصل بنا
|
محافظ حضرموت يتفقد العمل بمشروع المرحلة الثانية لخور المكلا ويوجّه بإزالة العوائق التي تعترض سرعة الانجاز
محافظ حضرموت يبحث مع وفد منظمة اليونيسكو تعزيز التعاون في حماية التراث الثقافي
ضابط كويتي سابق.. الأمن المصري يضبط خليجيا تحرش بفتاة في واقعة أثارت جدلا
الهلال يسقط النجمة في الدوري السعودي
مطرب مصري معروف يدخل في غيبوبة بعد حادث مروع
نجاح يمني في أمريكا: فوز “أميرة المفلحي” و “آدم الحربي” بمناصب محلية بارزة
العرقوب… طريق يلتهم الأرواح| كيف تحوّل خلل بسيط إلى حريق التهم حافلة كاملة
الجالية الجنوبية بالسعودية ودول الخليج العربي تعزي عبدالله البطاطي بوفاة والده
بعد كارثة العرقوب هل تستيقظ الحكومة قبل الكارثة القادمة؟
رويال ماركت يعلن عن إغلاق أبوابه يوم الأحد لهذا السبب !
مقالات وكتابات
نقطة نظام!!
سعيد الحسيني
الإنتقالي شاهد ما شافش حاجة
أ. علي ناصر الحنشي
أبو مشعل (الكازمي) يستحق أن نرفع له القبعة
سعيد الحسيني
عندما كان خصمنا رجل كُنا في نظره ثوّار بحجم قضيتنا
سالم الحنشي
لحن شبوة !!
محمد الثريا
مخرجات (حرو) كازوز ولا غدراء
علي الخلاقي
قيس محمد صالح- صانع اول تاريخ للكرة في بلادنا
ميثاق الصبيحي
اللاءات الثلاث أنقطعت عن مدينة مودية… !
محمد صائل مقط
المزيد
رحلة من التحذيرات إلى المأساة…
العرقوب… طريق يلتهم الأرواح| كيف تحوّل خلل بسيط إلى حريق التهم حافلة كاملة
أخبار محلية
السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 03:08 ص بتوقيت اليمن ،،،
الوطن العدنية/تقرير خاص
في فجر الأربعاء الخامس من نوفمبر 2025، اشتعلت النيران في حافلة نقل جماعي على طريق العرقوب بمحافظة أبين، لتنهي رحلة من الرياض إلى عدن بمقتل 17 شخصًا وإصابة سبعة آخرين، وتُترك جثثًا مشوهة لم تُعرف هوياتها بعد. لم تكن الكارثة نتيجة عطل ميكانيكي عابر، بل نتيجة سلسلة من التحذيرات التي أُهملت، بدأت قبل انطلاق الحافلة، وانتهت باندلاع حريق لا يمكن تفسيره إلا بغياب أبسط معايير السلامة.
إدارة أمن محافظة أبين قالت إن سبب الحادث المروري قيام السائق بالضغط على الفرامل، مما أدى إلى اشتعالها وحدوث احتراق الحافلة، وفقاً لما أفاد به تقرير شرطة السير. وأضاف بيان الأمن أن الحافلة تعود ملكيتها لشركة صخر الحجاز للنقل البري.
الناجي الوحيد الذي شهد المراحل المبكرة للخطر، الأخ محسن مهدي الجنيدي، نزل مع أسرته في مودية قبل حادثة الاحتراق. لكنه حمل شهادة تفوق أي تقرير فني: شهادة إنسان رأى الموت يُرسم خطوة بخطوة، ولم يُسمح له بوقفه.
إنذار مبكر… وتجاهل منهجي
أكد الجنيدي أن الرحلة بدأت من حي العزيزية في الرياض، وخلال السير، شمّ الركاب رائحة احتراق قوية. وعند سؤال السائق، جاءت الإجابة: "هذه رائحة البواش"، مع وعد بتبديلها في العبر. لم يُطلب توقف، ولم يُسمح بتفتيش، بل تُرك الأمر لـ"المحطة التالية". راكبة أخرى، مستاءة من الرائحة، نزلت في شرورة — أول تلميح على أن الخطر لم يكن خيالًا.
عند الوصول إلى العبر، تم تغيير السائق. لكن الجديد لم يكن أكثر تفاؤلًا. وفق الجنيدي، كان "زعلانًا من وضع الفرامل"، واتفق مع الركاب على إصلاحها في عتق. لم يُنفّذ الإصلاح. لم يُطلب تفتيش. لم يُعلَّق الرحلة.
فشل حراري… لا حادث عابر
التحليل الفني الذي أصدره المهندس المتخصص في أنظمة المركبات هاني المحرمي ، بعد الحادث، أوضح أن السبب لم يكن عطلًا عاديًا، بل فشلاً حراريًا تدريجيًا. الاحتكاك المستمر على منحدر العرقوب الطويل، دون توقف أو تبريد، أدى إلى ارتفاع حرارة أقراص الفرامل إلى أكثر من 800 درجة مئوية، ما أدى إلى انصهار المواد الزيتية، واحتراق بطانات الفرامل، ثم انتقال النار إلى الإطارات وخزان الوقود. في غياب حساسات إنذار، أو أنظمة إطفاء تلقائية، أو حتى تدريب السائقين على إيقاف الحافلة عند رائحة الاحتراق — لم يكن هناك أي حاجز بين الخطر والكارثة.
الطريق: منصة للكارثة
العرقوب ليس طريقًا عاديًا. هو منحدر طويل يُجبر السائقين على استخدام الفرامل باستمرار، دون مطبات، أو حواجز، أو نقاط تفتيش. السائقون يعرفون ذلك. والركاب يعرفونه. لكن النظام لا يعرفه. الحادث لم يكن نتيجة "سوء قيادة"، بل نتيجة "غياب حماية". الحافلة لم تُفقد بسبب سرعة، بل بسبب تأجيل صيانة. الضحايا لم يموتوا بسبب حظ سيء، بل بسبب ثقافة تأجيل السلامة.
مسؤولية مزدوجة… وغياب رادع
الجنيدي لم يُلم السائقين. على العكس، أثنى على "أخلاقهم واحترامهم". لكنه كشف أنهم لم يملكوا الصلاحيات ولا الأدوات لاتخاذ قرار وقائي. هذا ليس خطأ فرديًا. هذا فشل مؤسسي. لا توجد لوائح تُلزم شركات النقل بفحص حراري دوري. لا توجد معايير تُجبر على تركيب حساسات إنذار داخل المقصورة. لا توجد آليات تمنح السائق الحق في إيقاف الرحلة عند أي علامة خطر. التعليمات موجودة في كتب الميكانيكا. لكنها غائبة عن أرض الواقع.
دعوة عاجلة
التقرير الفني الذي أُعدّ بعد الحادث قدّم توصيات جوهرية لوزارة النقل اليمنية: فحص حراري إلزامي لكل مركبة بعد كل 500 كيلومتر، تركيب حساسات حرارة متصلة بإنذار صوتي، اعتماد أنظمة إطفاء آلي باستخدام غازات خاملة، تدريب السائقين على إجراءات الطوارئ وتمكينهم من اتخاذ قرارات أمان فورية. لكن هذه التوصيات ستبقى حبرًا على ورق ما لم تتحول إلى لوائح ملزمة، تُطبّق بصرامة على شركات النقل، ويراقب تنفيذها مفتشون مستقلون.
ختامًا
العُرقوب لم يكن سبب الحادث، بل المرآة التي كشفت فشل منظومة النقل البري بأكملها. الحافلة لم تشتعل بسبب "سوء حظ"، بل لأن إنذاراتها تُجاهلت، وصيانتها أُخّرت، وسلامة ركابها وضعت في آخر قائمة الأولويات. الناجي الجنيدي لم يطلب سوى أن تُسمع شهادته. والآن، بعد أن وصل صوته، يبقى على السلطات أن تُترجم هذه الكلمات إلى إجراءات — قبل أن يلتهم العرقوب أرواحًا جديدة. كما قال أحد السائقين القدامى، في جملة بسيطة تحمل كل المعاني: "الطريق لا يُصلح بالدعاء، بل بالضوابط."