الوطن العدنية/عبدالفتاح السقلدي
خورمكسر ليست مجرد مديرية في العاصمة، بل قلب نابض يعكس روح عدن وتاريخها العريق. ومع ذلك، طيلة ثلاثة عقود كاملة، ظل شبابها يواجه التحديات الرياضية بمفردهم، دون ملاعب أو تجهيزات تحمي مواهبهم، وظل نادي الجلاء بعيدًا عن منصات المنافسة القوية، لكنه لم يستسلم وظل يحلم بالعودة إلى الإنجازات.
ومع حلول عام 2025، تحقق هذا الحلم عندما استطاع الفريق أن يحرز مركز الوصيف في كأس العاصمة عدن في نسخته الثالثة، إنجاز أعاد الفخر للنادي والمديرية معًا. ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى قيادة واعية ممثلة بالأستاذ شكري عامر ونائبه الأستاذ أمجد الحسيني، إلى جانب الطاقم الإداري والفني واللاعبين الذين رفعوا اسم الجلاء عاليًا رغم سنوات الحرمان الطويلة، مؤكدين أن الإرادة والمثابرة تصنع الفرق حتى في أصعب الظروف.
وفي الوقت ذاته، يطالب جماهير وأبناء المديرية بإنشاء ملعب متكامل مجهز بالمرافق الرياضية والثقافية، مع اهتمام شامل بالفريق والشباب. فهذا المشروع لن يعزز الإنجازات الرياضية فحسب، بل سيجعل من نادي الجلاء مركزًا اجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا يشجع على القراءة والفنون والأنشطة التعليمية، ويحول مواهب الشباب إلى طاقات حقيقية قادرة على رفع اسم المديرية عالياً.
ومن هنا تصبح الحاجة لإنشاء مشروع بنية تحتية متكاملة لنادي الجلاء الرياضي والثقافي ضمن مشاريع الحكومة والسلطة المحلية للعام 2026 ضرورة ملحة. فالرياضة والثقافة ليستا رفاهية، بل حصن المجتمع ضد البطالة والانحراف والظواهر السلبية. وإنجاز الجلاء في كأس العاصمة عدن 2025 يثبت أن النجاح ممكن رغم الظروف الصعبة، وأن الحرمان لا يهزم الإرادة، ليظل نادي الجلاء رمزًا للأمل والإنجاز والفخر للأجيال القادمة في خورمكسر.
