السبت - 13 فبراير 2021 - الساعة 02:42 ص
بصورة عامة، يأتي مشروع القرار الاوروبي اليوم ضمن بلورة الزخم الدبلوماسي الساعي لايجاد حل سياسي للازمة اليمنية، وهو ما بشر به المبعوث الاممي مارتن جريفيث اثناء زيارته للرياض قبل أيام بمعية المبعوث الاميركي الخاص تيم ليندركينج، وهنا يبدو ان ثمة تنسيق واسع يلتزم نفس السياق والإطار السياسي فيما يتعلق بالجهود الدولية الرامية الى ايقاف الحرب باليمن .
لكن، ماذا عن خصوصية الخطوة الاوروبية تلك؟ وماهو المنظور العام الذي فضل من خلاله الاوروبيون التعبير عن انطباعهم ورؤيتهم الخاصة تجاه الأزمة باليمن؟
باعتقادي، ان مشروع القرار الاوروبي جاء بمثابة إنتصار دبلوماسي لإيران وخيبة أمل للتحالف !!
كيف ذلك؟
فكما شاهدنا، وبإلاجماع أيضا، لم تتوقف دعوة القرار الاوروبي اليوم عند انسحاب القوات الاجنبية من اليمن وحسب، بل إمتدت الى دعوة منع السلاح عن السعودية، والتلميح ايضا الى إثارة ملف جرائم الحرب المرتكبة والمتهم فيها قطبي التحالف .
وعلى الرغم من ان مشروع القرار الاوروبي جاء مؤكدا على خيار الحل السياسي الذي تعلنه أيضا الرياض في خطابها الرسمي، إلا أنه مثل بالفعل خيبة أمل للسعودية وحلفائها، خصوصا وأنه أغفل الدور الايراني السلبي باليمن رغم كل ما جسده ذلك الدور من دعم سياسي ولوجستي مباشر عزز كثيرا سلطة الانقلاب الحوثي باليمن .
هذا ايضا الى جانب خيبة عدم تطرقه بشكل مباشر للانتهاكات الحوثية والعراقيل التي لازالت تضعها السلطات الحوثية في طريق السلام والحل باليمن .
هذا التغافل الاوروبي جاء حقا بطعم الانتصار الدبلوماسي الساحق والمهم لطهران بصفتها الداعم التقليدي للحوثيين، فبالاضافة الى إضعافه لموقف خصمها اللدود بالمنطقة، والتشكيك بدوره في اليمن، فإن من شأنه ايضا أن يساعدها على التمسك أكثر باشتراطاتها التفاوضية في الملفين اليمني والنووي على حد سواء .
عموما، القارئ جيدا لفحوى المشروع الاوروبي سيجد انه قد تبنى أهم ما طالب به الحوثيون خلال سنوات الحرب الماضية،وهو توقف العمليات العسكرية للتحالف، وحوار سياسي بقيادة يمنية يضع حلا شاملا للازمة بالبلد، لكن هل أدلى الاوروبيون بدلوهم في الملف اليمني بشكل عادل ومنصف؟ وقبل ذلك، هل وضع الاتحاد الاوروبي اعتبارا لمستقبل المصالح الاوروبية السعودية خلال إعداده لمادة مشروع القرار خاصته، حتى يبدو قرارا مدروسا ودلوا في محله؟