الثلاثاء - 25 ديسمبر 2018 - الساعة 07:00 م
مع كل شارقة شمس صباح على مدينة مودية وانا اتفياء بحائط سور نادي فحمان الرياضي ويحلو لي ان انتظر المزيد وهو يحمل حزمة القصب ويطيب لنا ان نتبادل اطراف الحديث فكلينا شيبان وعيرتني أم الحسين بالشيب وهو وقار وياليتها عيرتني بما هو عار وعموما فقد وقفنا انا والمزيد على عتبة الستينات من السنين الطوالي ...كما يحلو لي ان اتأمل التجاعيد والندوب الظاهرة على وجه الشاعر حيدرة سالم ...وهي شاهدة على حقبة زمنية ولت وشاخت من عمرينا ...في احد الأيام طرح علي فكرة حيدرة وقد راقت لي لريثما خيرني بين امرين ان اعطية نعجاتي الثنتين بمثالثه او يعطيني نعجاته الثنتين بمثالثه وامثالثه وفقا للاعراف البدويه هي ان تكون رؤوس المواشي لصاحبها واما المواليد فنصفين فيفتي فيفتي على مقولة محمد ألفقيرية ..المهم اخطرت المزيد ان يمهلني يومين ولاتثريب علي في ذلك حتى اضع المشورة على أم الحسين وفي احايين كثيرة تكون أم الحسين عصيه واراك عصي الدمع شيمتك الصبر ..طرحت الفكرة على أم الحسين ووافقت على الفور وجعنا نعاج حيدر إلى نعاجنا واخذنا لنا متكى انا وام الحسين وركوة من القهوة وجلسنا نبني احلامنا على النعجات فلاتلومونا على امانينا المتواضعه وبارك الله في النعجات ...لكنها حدثت الكارثة ومالم يكن في الحسبان لحالما اعطت ام الحسين كثير من بقايا الخبز وغسلت نعاج حيدرة سالم فنفقت احداهن والمثير والمدهش في ذلك فقد ماتت النعجة الصغيرة والتي على مايبدو انها حامل ومع جنح الظلام ذهبت بها ام الحسين الى المزبلة وبعد يومين اخطرنا حيدرة سالم فلا سلمه ربي بوقوع الكارثة وهو موت النعجة لم يصدق الرجل لطالما اكدت له ان التي ماتت هي الصغيرة وطالبنا بالدليل اين الجثة اين الجثة هكذا ظل يرددها ومن منكما اللي امر ببيع نعجتي انت او أم الحسين وعلى من بعتموها واين بعتموها ..اسأله لم نكترث بها في البداية لكنها تحولت الى محمل الجد حاولت ان افهم الرجل وتوسلت له وحلفت له فلم يصدقني وخيرته في نعاجي فلم يذعن بل ظل يسأل اين الجثة وماهو الدليل على موت النعجة ..ذهبنا انا وام الحسين الى المزبله لنبحث على ماتبقى من الجثة ليخارجنا من هذه الورطة وقد اعترى ام الحسين الخجل وكادت تموت من الحياء لقينا قليل من نتوف الشعر وذهبت به الى الرجل وقلت له اليك الدليل وهاك الشعر من بقايا جثة نعجتك فحلف ان هذه النتوف من الشعر هي لسيت لنعجته لانها نتوف لشعر ناعم وكرر سؤاله اين الجثة اين الجثة الا ياالله خراجك من هذا البدوي ..فكرنا مليئا انا وام الحسين فدفعت لي ب 25 ألف ريال هي تحويشت العمر كله تدخرها أم الحسين للايام السوداء لحياة أو موت ذهبت واشتريت نعجة لحيدرة سالم احسن من نعجته واتيت بها إليه ..وفاجأني الرجل حين حلف بااغلظ الايمان وزاد ذلك بالطلاق وبعدما تعبنا واصابنا الارق وسهرنا الليالي الطوال انا وام الحسين ونحن في هم وغم حلف الرجل ان النعجتين هدية لنا منه فبربكم كيف تشوفون ...!