الوطن العدنية /كتب_محمد مقبل أبو شادي
كغير العادة، تكتب .. تكتب .. و لكنها تخط حروفا أصيلة ممزوجة بماء العيون، و غصة حزن عميق، و غياهيب ذات جور، و ذات ذكرى، تحدث البنان و الهواجس، تتمتم للواقع، تغازل اليوم، و تكتب للأمس، و تتحدث عن القادم، و كلها قربات، و مشاعرا سجينة تطوف بمحرابك يا أسامة.
الشهيد البطل أسامة احمد محسن طاهر الأزرقي، المولود بالعام تسعة و تسعون تسعمائة و ألف للميلاد، بمنطقة المقطار بالأزارق، و الشقيق الأصغر للشهيد القائد البطل سامي أحمد محسن، الذي استشهد أواخر تشرين الماضي بالضالع، أسامة الشهيد شبل جنوبي كانت تتصف خبرته بالحداثة، و ثورته بالجدية، لكنه بفترة وجيزة استبق الوقت ليلتحق بقافلة شهداء كتيبة الفرسان، بعد حادثة استشهاد أليمة في كرش بلحج، أصيب فيها اثنان من رفاقه، و استشهد أسامة.
أسامة الثائر، شبل جنوبي تعلم الأخلاق و القيم و المبادئ السامية، تحت ظل كنف منزله المتواضع بالأزارق، و نشأ في أسرة نضالية قيادية استشهادية رفدت جبهات القتال و ساحات النزال في هذا الوطن بخيرة رجالها.
تهل اليوم ذكراك يا ليث الميادين، و فارس أمجاد الإمبراطورية الفرسانية التي أرعبت فلول الغزاة، و تقدم فرسانها لاقتحام ثكناتهم في كرش موقعا تلو آخر، و ألبسوهم أردية الخسارة و الهلاك، عنوة و رصاصا و درسا للأيام، إنه التاسع عشر من نيسان "إبريل" 2018 للميلاد الحزين، ذلك اليوم الموجع الذي افتقدنا فيه للجنوب طيفك ثائرا و البطولات ..
تهل اليوم ذكراك، بالوقت الذي ما نزال فيه نبكي، نبكي كثيرا سنوات الثائر الشقيق سامي، الذي لحق بك، على نفس درب الحرية و الثبات، تهل ذكراك الحزينة أسامة الشجاعة و الثبات، و نحن نحدث أنفسنا و نربيها، مستلهمين الدروس العظيمة من ماضي مسيرتك، فسلاما على روحك…!
#معركة_صمود_الجبال
#محمد_مقبل_أبو_شادي
