مقالات وآراء

الأحد - 16 يونيو 2024 - الساعة 02:17 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_د.غسان عبادي

التقيت بزميلي البروفيسور في سوق الغنم يبحث عن خروف جذع يبلغ من العمر ستة أشهر كي يضحي به في العيد، سأل صاحب الزريبة وقال له أريد أصغر كبش المهم عمره ستة أشهر ويجزئ معي 60 الف ريال فقط وقد استلفتها من جاري الصياد !!!

لا حول ولا قوة إلا بالله أستاذ جامعي يحمل أعلى لقب علمي بروفيسور يشرف على عدد كبير من طلاب الدكتوراه والماجستير وله خدمة 20 عاماً في الجامعة لا يستطيع أن يشتري خروف العيد !!!

المهم دلال الغنم قال للبروف أقل سعر للخروف الصغير 100 الف ريال وأشار على الخروف الهزيل المكتث بالشعر الصغير الحجم، لكن عيون الخروف كانت جميلة وكبيرة ومكحلة فقلت لزميلي البروف حاول أن تشتري هذا الخروف صاحب النظرة الجريئة قبل أن يجي شخص آخر يشتريه، فقال من الذي سيوفيني المبلغ، قدك تعرف اني استلفت 60 الف من جاري الصياد، قلت له نشوف الدلال وساضمن عليك ال 40 الف ريال وقدك ستناقش أحد طلاب الدكتوراه وتسدد بقية المبلغ فقال أنا أسأل الجامعة ثلاثة مليون ريال حق الإشراف والمناقشة لعدد كبير من طلاب الدراسات العليا ولكن للأسف لم يتم دفعها لنا بحجة أننا في حالة حرب !!!

ذهبنا إلى دلال الغنم كي أضمن زميلي البروفيسور فرفض وقال يجب أن يكون الضمين عامل في المصافي أو في البلدية على الأقل أما الجامعة مافيش عليهم ضمان يكفي زميلكم الذي ماطلنا على حق البطارية ستة أشهر فاعتذر وقال جيبوا ضمين مسلم من أي مرفق عدا الجامعة، فذهبنا إلى عامل في المصافي (سكورتي) حارس أمن يعيش في نفس حارة البروفيسور كي يضمن على البروف فوافق بعد إلحاح شديد منا وأن البروف سيسدد بقية المبلغ بعد العيد بشهر !!!

اشترينا لزميلي البروف خروف صغير الحجم وهزيل الجسم ولكن عيونه كبار مكحلة تاسرك من أول نظرة، فقال زميلي البروف هل لاحظت أن الخروف لم ينطق بحرف واحد منذو أن اشتريته، أريد أن أسمعه يقول امبااااااع كي افرح به أولادي واسمع جيراني والحافة، فشديت أذنه بقوة فصاح الخروف وقال امبااااع مرة واحدة، ففرح زميلي البروف وقال طالما يقول امبااااااع إذن هو خروف بلدي أبا عن جد !!؟؟

*د.غسان ناصر عبادي