الوطن العدنية/كتب/د.علي الدويل
كان ظهيرة هادئة عندما جلست مع صديقي ياسر، شاب لامع يبلغ من العمر 27 عامًا. على مر السنين، خضنا العديد من المحادثات، ولكن اليوم تحولت إلى موضوع الزواج. بدافع الفضول، سألته مباشرة:
"ياسر، أنت في سنٍ تزوج فيه الكثيرون بالفعل. لماذا لم تتزوج حتى الآن؟"
تردد للحظة، ثم أجاب بتعبير متأمل: "أعتقد أن الأمر ليس مجرد سبب واحد، بل هو مجموعة من الأسباب."
بفضول، استفسرت أكثر، "ماذا تقصد؟"
استند إلى الخلف وشرح، "أولاً، لم ألتقِ بعد بالمرأة المناسبة. شخص يفهمني وأشعر بتواصل عميق معها. العثور على مثل هذا الارتباط... يستغرق وقتًا."
أومأت برأسي، مدركًا أن العثور على الشريك المناسب ليس أمرًا سهلاً. لكن ياسر لم ينتهِ من حديثه.
ثم تابع قائلاً: "ثم هناك غلاء المعيشة. الأسعار ترتفع بشكل جنوني. كيف يمكنني التفكير في الزواج وأنا بالكاد أغطي نفقاتي الشخصية؟"
تنهد بعمق قبل أن يضيف: "ولا ننسى المهور. لقد أصبحت عبئًا ثقيلًا. تتوقع العائلات الكثير في هذه الأيام لدرجة أن الزواج أصبح يبدو بعيد المنال لأمثالي."
ظلت كلماته عالقة في الأجواء. ياسر لم يكن الشاب الوحيد الذي يعاني من هذه التحديات، فالكثيرون اليوم يواجهون نفس العقبات. لكن رغم ذلك، لابد أن أقول شيئًا:
"يا ياسر، الزواج ليس مجرد خطوة تقليدية، إنه بناء أسرة واستقرار نفسي وعاطفي. نصيحتي لك ولجميع الشباب، لا تجعلوا غلاء المعيشة عائقًا يمنعكم من تحقيق هذا الحلم. التواصل الجيد بين الزوجين يستطيع أن يتغلب على صعوبات الحياة."
ثم التفتُ إلى موضوع المهور قائلاً: "ونصيحتي لأهل الفتيات، إن تخفيض المهور ليس تقليلاً من قيمة بناتكم، بل هو تسهيل لبدء حياة زوجية مستقرة. لنجعل الزواج متاحًا للشباب، ولنساهم جميعًا في بناء مجتمع متماسك."