الوطن العدنية /كتب/اللواء عمر أحمد بامشموس
إن الـ30 من نوفمبر المجيد 1967 م خير نموذج لانتصار إرادة الشعوب وتضحيات أبنائها، ونضال وكفاح الشعب ، ومحطة تحول تاريخي مهمة في حياة المجتمع واستعادة الهوية الوطنية.
الـ30 من نوفمبر منجز وطني معتبر ودليل حتمية انتصار الثورة الوطنية على قوى الشر المتخادمة المتكالبة من طواغيت الاستبداد والاحتلال الذين عمدوا الى تمزيق المجتمع ومحاولة طمس هويته الوطنية ومصادرة حقوق الشعب وتقييد حريته، وفق سياستهم القذرة على قاعدة فرق تسد واستخدام كافة حيل وسبل تركيع وإخضاع الشعب وإجباره على الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام لمشيئة الاحتلال والاستبداد… لكن الأحرار والثوار فطنوا لنهج المناهضة وسياسات المقاومة وسبل النصر بوحدة الصف والغايات وتوحيد القوى الوطنية وتضافر الجهود ونبل المبادئ وسمو القيم والمقاصد، وعبر تنفيذ استراتيجية النضال والكفاح المسلح وتقديم التضحيات تارة، بالصبر والحكمة والسياسة تارتا اخرى مع المناورات وضرب العدو في مواطن الضعف بدأ بالاستبداد وختاما بالاحتلال.
إن واقعنا اليوم وما نمر به من منعطف خطير ومرحلة صعبة على المستوى الوطني والإقليمي يتطلب منا جميعا مراجعة التاريخ واستلهام الدروس والعبر في تعامل الاسلاف مع الظروف التي مروا بها ونهج معالجتهم لها بحكمة وموضوعية واقتدار، وقوة ارادة حرة، وقرار وطني شجاع، بالرغم من الصعوبات التي كانوا يمرون بها وحساسية المرحلة خرجوا ظافرين منتصرين في ال30 من نوفمبر برحيل آخر جندي بريطاني من وطننا الحبيب وإسقاط المشيخات والسلطنات وقيام الجمهورية الفتية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية. فالاقتداء بهم ملزم ومثمر في ظل انتهاج العدو اليوم السياسات ذاتها و الادوات والوسائل نفسها، وانطلاقه من نفس المرجعيات ولنفس الغايات…
ان ترفعنا عن المشاريع الضيقة ونكران الذات و استعدادنا للتضحية في سبيل الانعتاق، واعادة بناء الإنسان والمجتمع، وتحرير الوطن، وتحقيق الحرية والعدالة وتوطين الديمقراطية وحماية الحقوق، وتوحيد القوى والوسائل والغايات، جديرة وكفيلة بإلحاق الهزيمة على المليشيا الانقلابية الإرهابية الحوثية وعناصر الإرهاب والتخريب المتخادمة معها، وهي الطريقة المثلى والناجعة لاستعادة الدولة ومؤسساتها وتحقيق التنمية .
إن إصرارنا وتفانينا في حماية الوطن وتوطين الأمن والاستقرار والحفاظ على الاستقلال والسيادة، وحرصنا على حماية منجزات الثورة والتمسك بالقيم والمبادئ والغايات النبيلة، وفاء وتقديرا وتعظيما للتضحيات وتخليدا لشهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، و افتخارا واعتزازا بمشروعهم الوطني، وتعظيما لجهودهم، تحية اجلال واكبار لاولئك العظماء ولانامت اعين الجبناء.