مقالات وآراء

الأحد - 15 ديسمبر 2024 - الساعة 03:24 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/محمد الفقيه

منذ أن أطلق الكاتب محمد الخامري قلمه للنيل من الشخصيات الوطنية، أصبح واضحًا أن الرجل يقف وراء أجندة سياسية وشخصية لا علاقة لها بالمصلحة العامة أو النقد البناء. وفي مقاله الأخير، الذي استهدف فيه السفير العميد أحمد علي عبدالله صالح، تجاوز النقد الموضوعي إلى الإساءة والتشويه، متجاهلاً الحقائق والوقائع، ومعتمدًا على السخرية والتهويل.

أولاً: الحديث عن استقبال المواطنين في القاهرة

ألمح الخامري إلى أن لقاء السفير أحمد علي بالمواطنين اليمنيين في القاهرة كان “مسرحية مدفوعة الثمن”. هذا الادعاء ينم عن إساءة متعمدة لجموع المواطنين الذين شاركوا في اللقاء بحب وولاء لشخصية وطنية تمثل جزءًا من ذاكرة اليمن وقيادته. هل من المنطقي أن يُتهم كل هؤلاء، بمن فيهم الشخصيات القبلية والسياسية التي ذكرها الكاتب، بالانتهازية أو التواطؤ؟ هذا التصوير يفتقد إلى أدنى درجات الاحترام، ليس للسفير أحمد علي فقط، بل لكل من حضر من أبناء اليمن.

السفير أحمد علي لم يطلب يومًا البيعة، كما زعم الخامري. اللقاءات مع المواطنين تأتي في سياق طبيعي لشخصية تحظى باحترام وتقدير لدى شريحة واسعة من اليمنيين، وهو أمر طبيعي في المجتمعات التي تفتخر برموزها. وإذا كان حضور الناس بدافع الاحترام يُعتبر “مسرحية”، فماذا يُسمى حضورهم إلى منابر سياسية أو شخصيات أخرى؟ أليس من حق أحمد علي أن يلتقي بمواطنيه مثل أي شخصية سياسية أو اجتماعية أخرى؟

ثانيًا: الوراثة والزعامة

زعم الكاتب أن أحمد علي يحاول العودة إلى المشهد السياسي من بوابة “الوراثة”، متجاهلاً أن السفير أحمد علي لم يُعلن في أي وقت عن طموحه في تولي السلطة أو استعادة الحكم. من الواضح أن الكاتب يتجاهل الوضع السياسي المعقد الذي تمر به اليمن، حيث الأولوية ليست للسلطة، بل لإنقاذ الوطن من الفوضى والحرب.

السفير أحمد علي يتمتع بحقوقه كمواطن يمني، ومن حقه ممارسة العمل السياسي أو الاجتماعي أو الدبلوماسي، شأنه شأن أي يمني آخر. ولكن استخدام مصطلحات مثل “الوراثة” و”البيعة” يهدف إلى تشويه الواقع، في حين أن الرجل لم يطالب بشيء سوى القيام بواجبه الوطني تجاه اليمن واليمنيين.

أما الحديث عن غياب أحمد علي عن الساحة السياسية اليمنية، فهو تجاهل متعمد لظروف الرجل، الذي يواجه منذ سنوات قيودًا دبلوماسية وسياسية فرضتها ظروف المرحلة، وليس تقاعسًا منه كما يوحي الكاتب.

ثالثًا: المقارنة مع والده

الكاتب أشار إلى أن أحمد علي لا يملك صفات القيادة أو الكاريزما التي كان يتمتع بها والده الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. هذا الادعاء يعكس جهلًا واضحًا بفكرة القيادة نفسها. القيادة لا تعني التقليد، بل القدرة على التكيف مع الظروف والعمل وفقًا للواقع. أحمد علي أظهر طوال سنواته كرجل دولة، سواء في قيادته للحرس الجمهوري أو خلال عمله سفيرًا، أنه شخصية رزينة ومسؤولة، قادرة على إدارة المهام الموكلة إليه بكفاءة واحترام.

أما المقارنة مع والده، فهي محاولة للتقليل من شأنه، في حين أن أحمد علي يمثل امتدادًا طبيعيًا لإرث والده الوطني، ليس بالوراثة، بل بالعمل والاجتهاد. ومن غير المنطقي أن يُنتقص من أي شخص لأنه لا يشبه والده في أسلوب القيادة.

رابعًا: دعوة للتوقف عن الخطاب العدائي

يبدو أن الخامري يتجاهل الوضع الحرج الذي تمر به اليمن، حيث الأولوية يجب أن تكون للعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات المشتركة. استهداف الشخصيات الوطنية والتقليل من دورها لا يخدم سوى أجندات الفوضى والانقسام.

السفير أحمد علي عبدالله صالح شخصية تحظى باحترام واسع، سواء في الداخل أو الخارج، وأي محاولات للنيل منه لن تغير هذه الحقيقة. اليمنيون يعرفون جيدًا من يعمل لمصلحة اليمن ومن يحاول إشغالهم بخطاب عدائي لا يخدم إلا أعداء الوطن.

ختامًا: أحمد علي رمز وطني وليس مدعاة للتشويه

السفير أحمد علي عبدالله صالح سيبقى رمزًا وطنيًا، بغض النظر عن محاولات التشويه التي تقودها أقلام مأجورة أو حاقدة. التاريخ سيحكم على أفعال الرجال وليس على ما يقال عنهم. ودعوتنا للكاتب محمد الخامري أن يراجع نفسه، وأن يضع مصلحة اليمن فوق أي اعتبارات شخصية أو سياسية، فالبلد في أمس الحاجة إلى التكاتف، وليس إلى المزيد من التفرقة والعداء.