مقالات وآراء

الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - الساعة 10:57 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب ناجي مسيح


يبدو أن الكاتب محمد الخامري قد اعتاد استغلال قلمه لاختلاق أزمات مفتعلة ضد شخصيات وطنية لها وزنها وتأثيرها في الوجدان اليمني، وكان آخرها استهدافه غير المنصف للسفير العميد أحمد علي عبدالله صالح نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام في سلسلة ادعاءاته الأخيرة، حاول الخامري تقديم مغالطات مكشوفة واتهامات تفتقر للمنطق والواقع، وكأن هدفه الأساس هو تشويه صورة رجل يحظى باحترام واسع، سواء في الداخل اليمني أو خارجه.


ادعاء الخامري بأن لقاء السفير أحمد علي بالمواطنين في القاهرة كان مجرد "مسرحية" لا يتعدى كونه إساءة مقصودة واستخفافًا بالحضور الذين يمثلون شرائح مختلفة من أبناء اليمن، هؤلاء المواطنون، الذين توافدوا بدافع التقدير والاحترام، وجدوا في السفير أحمد علي صوتًا هادئًا ومسؤولًا يُحافظ على التوازن في زمن الانقسام والضياع.

اللقاء ليس بجديد على شخصية كأحمد علي نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام ، الذي ظلّ قريبًا من أبناء بلده رغم كل الظروف والتحديات . بل إن محاولات تصوير هذه اللقاءات كأنها "مدفوعة" أو "مفبركة" لا تعكس إلا نزعة للتحريض ضد أي تقارب بين أبناء اليمن وقياداتهم الوطنية.

الحديث المتكرر عن أن أحمد علي يسعى للعودة إلى المشهد السياسي من باب "الوراثة" أصبح خطابًا مكرورًا لا يجد ما يسنده في الواقع، السفير أحمد علي لم يعلن يومًا عن نيته ممارسة العمل السياسي أو التنافس على أي موقع، لكن السؤال الحقيقي هنا: هل يُحرم أي مواطن يمني من حقه في النشاط السياسي أو الاجتماعي فقط لأنه نجل شخصية وطنية؟

اليمن دولة لكل أبنائها، ومن حق أي شخص - بما في ذلك أحمد علي - أن يكون جزءًا من مستقبلها، استدعاء مصطلحات كـ"البيعة" و"الوراثة" ما هو إلا محاولة مكشوفة لاستثارة العواطف، وتغطية على عجز بعض الأقلام عن قراءة الواقع السياسي بموضوعية.


إصرار الخامري على عقد مقارنة بين السفير أحمد علي ووالده الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ليس سوى هروب من مواجهة الحقائق. القيادة لا تُقاس بالوراثة أو التشابه، بل بالكفاءة والقدرة على التأثير، أحمد علي أثبت خلال سنوات عمله، سواء كقائد عسكري أو كدبلوماسي، أنه شخصية رزينة متزنة تُجيد العمل بصمت وفاعلية بعيدًا عن الاستعراض أو التنافسات الصاخبة.

التقليل من شأن أحمد علي بزعم أنه "لا يحمل صفات القيادة" يعكس رؤية قاصرة، فالقيادة الحقيقية تُبنى من المواقف والعمل، وليس من الصخب الإعلامي أو المزايدات الخطابية.

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، كان الأجدر بالخامري أن يضع جهده في دعم أي تحركات تُقرّب أبناء اليمن وتجمع صفوفهم، فالبلد لم يعد يحتمل مزيدًا من الانقسام والتناحر الذي يشتت الجهود الوطنية ويصب في مصلحة أعداء اليمن.
السفير أحمد علي يمثل - بالنسبة للكثيرين - شخصية وطنية يُعول عليها، ليس بما يُقال عنه، بل بما يُنجز على الأرض، ومهما تكررت محاولات التشويه أو الاتهامات الباطلة، فإنها لن تغير من هذه الحقيقة شيئًا.

ما يطرحه الخامري في مقالاته من مزاعم لا يعدو كونه محاولات بائسة لضرب الرموز الوطنية وإثارة الشكوك حولها، لكن التاريخ والواقع أثبتا أن الرجال يُعرفون بمواقفهم، وليس بما يُقال عنهم.

السفير أحمد علي عبدالله صالح سيظل شخصية حاضرة تحظى باحترام اليمنيين، وسيبقى أكبر من حملات التشويه المغرضة. أما الأقلام التي تبتعد عن النزاهة والموضوعية، فلن يُكتب لها إلا المزيد من السقوط في أعين الناس، لأن الحقيقة تظل أقوى من أي تشويه.

اليمن بحاجة إلى التكاتف والعمل الجاد للخروج من أزمته، وليس إلى إثارة الأحقاد وتصفية الحسابات الشخصية التي لا تخدم إلا خصوم الوطن.
دمتم ودام الوطن بخير