مقالات وآراء

الخميس - 13 فبراير 2025 - الساعة 08:30 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ"ماهر البرشاء"


العنوان أعلاه ليس انتقاصًا من تاريخ أبين العظيم، ولا من رجالاتها الذين صنعوا أمجادها وسطروا ملاحمها ببطولات ستظل خالدة في ذاكرة الوطن، بل هو توصيف دقيق لواقع مؤلم يعيشه أبناؤها اليوم بسبب قيادات تفتقر إلى المسؤولية والالتزام، وتتسابق فقط على تقاسم الإيرادات التي كان من المفترض أن تذهب لتلبية احتياجات المحافظة وأهلها.

خلال الأسابيع الماضية، أدركت أن قيادات أبين الحالية ليست سوى "ورق"، تذروها الرياح أينما تشاء، وتفتقر للثبات والمبادئ، أسماء تتصدر المشهد دون أي أفعال تُذكر تخدم المواطن، باستثناء قلة قليلة من الشرفاء.

جلست مع بعض هذه القيادات التي تدعي حمل اسم أبين، وقرأت أفكارها، فاكتشفت أنها تسعى فقط للمال والمنصب، دون أدنى اهتمام بمعاناة أهل المحافظة أو بسمعتها التاريخية، ويؤسفني أن أقول إنهم مجرد أوراق فارغة لا تقدم شيئًا سوى التصريحات الجوفاء، بينما أبين تتألم وتعاني.

فحينما تجالسهم، تجد أن عقولهم خاوية، وأفكارهم تدور فقط حول نقطتين (المال+المنصب)، ولقد حاولت مرارًا وتكرارًا أن أكذب هذا الواقع، لكن الوقائع تأبى إلا أن تكشف عورتهم المخزية، تلك العورة التي تستحي منها الشتيمة.

فهذه القيادات تتقاسم إيرادات المحافظة، وتتخذ من النقاط العسكرية وسيلة لجني الأموال، وبعضها لا يتردد في اقتطاع رواتب الجنود دون أي مبرر قانوني، وباسم أبين، يتصارعون لتحقيق مصالحهم الشخصية، دون أن يقدموا أي شيء يُذكر لتحسين حال المحافظة أو أهلها.

ويبدو لي أن الأزمة التي يمر بها الوطن اليوم هي الفرصة الوحيدة التي أتاحت لهؤلاء البقاء في مناصبهم، إذ لو كانت هناك دولة قوية وحاضرة، لما استمروا ساعة واحدة في أماكنهم، لأن مكانهم الحقيقي هو مجالس القات وحفلات الأعراس، أما قيادة أبين فهي أكبر منهم بكثير وهم منها أصغر.

ماهر البرشاء
الخميس 13 فبراير