الوطن العدنية/كتب/عبدالخالق عطشان
انتصرت المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس بثلاثة أمور :
الأول بثباتها ووحدت قرارها وانسجام مكوناتها وفرضها واقعا لايقبل إلا النصر فنسفت أسطورة الجيش الذي لايقهر وزلزلت البيت الصهيوني وسددت لنتنياهو ضربات متتالية وحتما سيسقط بالقاضية متأثرا بجراحه.
واما الثاني: فبسياستها التفاوضية وعلو كعبها فيها،وثالثها: انبعاثها من تحت ارض غزة كأن لم يمر بها بأسٌ قط لتُجهِز على ماتبقى من سمعة الكيان وتؤكد على انها تحمل مفتاح القضية وتُبرِز أخلاق الكبار حين تعاملها مع الأسرى تحت الارض وفوقها بيد أن مهرجان إطلاقهم كان طوفانا من نوع آخر.
طوى ثوار سوريا الزمان والمكان والطغيان في ١١ يوما فانتصر الشعب السوري لقضيته فرحّل بشارا في جنح الليل ذليلا وبَوء الشرع مع الشروق رئيسا وتنفست سوريا نسائم الحرية وعانق السوريون الكرامة بعد فراق دام عقودا.
السودان برهنت وعبر البرهان ان السيادة والقرار للشعب فرفضت الحلول المستوردة والقرارات المعلبة ومضى البرهان يتقدم الجيش السوداني غير مُلتفت إلى ورائه ونصب عينيه استعادة الدولة وعاصمة القرار الخرطوم.
على الرغم من المتوالية النضالية والتراتبية الثلاثية السابقة كتجارب حية متجددة وواقعية للتحرر من الإستبداد والطغيان والتبعية وكافة أشكال التمرد فما هو حال الشرعية وهي ترى ما أفضت إليه تلك النماذج؟ وهل استفادت منها أو بعضها؟
دون أدنى شك وبكل شفافية فإن الشرعية إلى اللحظة تُهدر فرص التحرير وتنزف بقية هيبتها وتجري خلف سراب الأمم المتحدة ، حال قيادة الشرعية ابتداءً بمجلس القيادة يُبرز حالة من التنازع لا تستطيع أن تخفيها الصور التي تنقلها وسائل الاعلام لأعضاء المجلس عقِب لقاءاته المتقطعة فالواقع يعكس الصورة الحقيقية لما يعانيه المجلس ، صورة واقعية ممزقة على الجغرافيا في الداخل والخارج ، مجلس قيادة بدلا أن ينشغل بتوحيد جهوده في استغلال قرار ادراج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وتسخير كافة مؤسسات الدولة لاستثمار هذا القرار في انهاك الجماعة الحوثية ذهب المجلس أو معظمه ليستثمر بقية عمره السياسي الإفتراضي في التنافس والمسارعة لحجز مقاعد ومناصب سياسية قادمة ضمن دورة تغيير سياسية غير مستقرة تاركا هذا المجلس شعبا مثقلا بالمعاناة المتفاقمة في كل رقعة جغرافية خصوصا الوضع الاقتصادي والذي تمثل في انحدار مهول ومفزع للريال قابله ارتفاع جنوني في الأسعار وأزمة حادة في مصادر الطاقة وعلى رأسها ( البترول ) وبالذات في محافظة تعوم فوق بحيرة من النفط تمتد طوابير مركبات المواطنين فيها لعدد من الكيلومترات ولـ أكثر من 48 ساعة متواصلة فمنهم من تزود ب 40 لترا ومنهم من ينتظر.
حالة من التناقض بين كبار مسؤولي الدولة يشرف عليها المجلس القيادي فثمت مسؤولين إلى اللحظة لاتجمعهم القضية الوطنية ولاتوحدهم طريقة حلها يتناوبون الفشل في مؤسساتهم يحيدون عن الهدف ولايجمعهم سوى الإخفاق والفساد والمستحقات المالية.
التوافق والمحاصصة هذا كل ماتحمله المرحلة وهَمٌ يشغل مكونات الشرعية ومعظم جهد مكوناتها منصبٌ في هذين الأمرين وكأنهما تكتيكان فاعلان ومؤثران لاستعادة الدولة وتحرير الجمهورية وما كانا سوء استخدامهما إلا وبالا وخسرانا على الشعب والدولة وغنيمة للمتحاصصين!!
إن دوام الحال من المحال وإن لحظة فارقة في التاريخ ستستدعي الأجدر والأقوى من اليمنيين ( فردا أو جماعة ) من تحت ركام الواقع المخزي ليحمل راية التحرير ويعيد للدولة هيبتها وقوتها ويقودها لإستعادة مكانتها وتحرير قرارها وكل جغرافيتها ومحاسبة من انقلب عليها وفتك بشعبها وفرط في استعادتها (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).