أخبار محلية

الإثنين - 17 مارس 2025 - الساعة 12:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

نفى القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي تدخل بلاده في القرارات العملياتية التي تتخذها جماعة الحوثي، في أول رد رسمي لقائد عسكري إيراني على الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن.

وفي مراسم تعيين القائد الجديد لمقر حمزة التابع للقوات البرية للحرس الثوري، قال سلامي إن “الرئيس الأميركي كرر مجددًا اتهاماته بربط العمليات التي ينفذها (الحوثيون) في اليمن بإيران”، مشددًا على أن “الشعب اليمني (الحوثيين) مستقل وحر في بلاده، ويمتلك سياسة وطنية مستقلة.”

وأضاف: “إيران لا تتدخل في صياغة السياسات الوطنية أو العملياتية لأي فصيل في جبهة المقاومة، بما في ذلك (الحوثيين) في اليمن، وهذه هي الحقيقة التي أعلنها بوضوح.”

وتأتي تصريحات القائد الإيراني في ظل موجة من الضربات الأميركية العنيفة التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، في خطوة تعكس تصعيدا غير مسبوق من إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

وبينما تحاول طهران إظهار موقفها كداعم سياسي لا أكثر، فإن الوقائع على الأرض ترسم صورة مختلفة عن مدى تأثيرها على الحوثيين.

تحالف في عين العاصفة
ولطالما كانت جماعة الحوثي إحدى أهم الأدوات التي استخدمتها إيران في صراعها الإقليمي، خصوصاً بعد سقوط حليفها الأبرز بشار الأسد في سوريا وتراجع قوة حزب الله اللبناني بفعل الهجمات الإسرائيلية المستمرة، ومع تضاؤل نفوذ طهران في المشرق العربي، فقد أصبح الحوثيون آخر قوة إقليمية موالية لها تراهن عليها لخوض معارك بالوكالة.

إلا أن الضربات الأميركية الأخيرة تشير إلى أن واشنطن لم تعد مستعدة لغض الطرف عن الأنشطة الحوثية، خصوصا مع استهدافهم المتكرر للسفن التجارية في البحر الأحمر.

هذا التحول في الموقف الأميركي يضع إيران أمام تحدٍّ استراتيجي صعب، حيث بات استمرار دعمها العسكري للحوثيين مكلفا أكثر من أي وقت مضى.

ماذا بعد؟ سيناريوهات المواجهة المحتملة
في ظل الضغوط المتزايدة، تبدو إيران أمام عدة خيارات:
1. مواصلة الدعم للحوثيين: رغم المخاطر، وقد تختار طهران مضاعفة دعمها العسكري والاستخباراتي للحوثيين، على أمل تمكينهم من الصمود أمام الضربات الأميركية. غير أن هذا الخيار يحمل في طياته خطر الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن، وهو أمر قد يكون مكلفاً في ظل الوضع الداخلي الإيراني المضطرب خاصة من الناحية الاقتصادية.

2. توسيع نطاق المواجهة عبر وكلاء آخرين: قد تلجأ إيران إلى تفعيل جبهات أخرى، مثل العراق، عبر ميليشياتها هناك، لضرب المصالح الأميركية وتشتيت الضغط عن الحوثيين، لكن الوضع المعقد في العراق، مع تزايد الضغوط الأميركية والغربية، يجعل هذا الخيار محفوفاً بالمخاطر.

3. اللجوء إلى التهدئة الدبلوماسية: مع استمرار الضربات الأميركية وضعف موقعها الإقليمي، قد تضطر إيران إلى التراجع خطوة إلى الوراء عبر قنوات دبلوماسية، غير أن هذا المسار، إن تم اتخاذه، سيكون بمثابة اعتراف غير مباشر بتراجع قدرتها على الحفاظ على حلفائها ووكلائها.

إيران أمام اختبار النفوذ
في ظل التغيرات الإقليمية الأخيرة، من سقوط الأسد إلى تراجع حزب الله، وأخيراً الضربات الأميركية غير المسبوقة ضد الحوثيين، تبدو إيران في موقف دفاعي لم تجرّبه من قبل، حيث لم يتبقَّ لها سوى الحوثيين كأداة نفوذ رئيسية، غير أن التصعيد الأميركي يهدد حتى هذا الرهان الأخير، مما يضع طهران أمام معضلة استراتيجية: التصعيد وتحمل التبعات، أو القبول بواقع تراجع نفوذها الإقليمي.

وفي الحالتين، يبدو أن إيران لم تعد قادرة على فرض معادلات القوة كما في السابق، وأن الشرق الأوسط يشهد تحولاً جديداً في موازين القوى، قد يكون على حسابها.