أخبار محلية

الأربعاء - 19 مارس 2025 - الساعة 07:54 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص


نشر الكاتب محمد حيدرة في صفحته على "فيسبوك" عن أيام الحرب التي عاشتها عدن تحت حصار خانق وقصف عشوائي لم يفرق بين مدني ومقاوم، ليجد أهلها أنفسهم أمام خيارين: الصمود والمقاومة أو الخضوع لقوة الاحتلال الحوثي.

في تلك اللحظات العصيبة، قرر العديد من أبناء عدن البقاء في مدينتهم وتمسكوا بأرضهم، متحدين الموت والجوع والخوف. أبطال عدن لم يحملوا السلاح فحسب، بل حملوا أرواحهم على أكفهم. استطاعوا أن يثبتوا أمام قسوة الظروف. تعرضوا للقصف، حيث كانت المليشيات الحوثية تهاجم الأحياء السكنية بشكل عشوائي باستخدام الهاونات والكاتيوشا. وكان من بين ضحايا هذا القصف الكثير من المدنيين، بما فيهم النساء والأطفال.

وتحدث حيدرة عن الصورة التي التقطها في أحد تلك الأيام، حيث قامت المليشيات الحوثية بقصف النازحين الذين خرجوا من التواهي وكريتر والمعلا والقلوعة إلى المنصورة وإنماء والشعب والشيخ عثمان عبر دكة الدائرة البحرية التابعة لميناء عدن. وأضاف أن ما يظهر في هذه الصورة من أشلاء وعفش هو مجرد نقطة في بحر جرائم مليشيات لا تعرف الرحمة، مشيرًا إلى أن القصف أسفر عن استشهاد ما يقارب 40 شخصًا بينهم الأطفال، النساء، وكبار السن.

مقاومة لا تميز بين مدني ومقاوم

ما كان يميز صمود عدن بشكل خاص هو أن المقاومة كانت تشمل الجميع دون استثناء. لم تفرق المليشيات الحوثية بين المدنيين العزل والمقاومين، بل وصل بهم الأمر إلى استهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية التي كانت تعمل على إنقاذ الجرحى والمصابين. هذا السلوك الوحشي يذكرنا بما يحدث في أماكن أخرى من العالم مثل غزة، حيث لا يتوانى الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف المدنيين والمرافق الإنسانية. مع ذلك، واصل أهالي عدن صمودهم وتحملوا كل أشكال الظلم، رافضين الاستسلام لأي قوة احتلالية. هذه المقاومة كانت بمثابة شعلة من الأمل في أوقات الظلام، وجسدت أسمى معاني التضحية والكرامة.

صمود لا يُنسى: درس في التاريخ

اليوم، وبعد مرور سنوات على تلك الأيام العصيبة، يبقى صمود عدن واحدًا من أكبر الدروس في تاريخ المقاومة. المدينة التي واجهت قسوة الغزو بصدر مكشوف، أصبحت رمزًا للكرامة والصمود أمام الاحتلال. لم يكن الصمود مجرد رد فعل، بل كان خيارًا قسريًا حيث لم يكن أمام أهل عدن سوى المقاومة دفاعًا عن أنفسهم وعن أرضهم.

ورغم مرور الوقت، فإن هذه الذكريات وتلك اللحظات البطولية ستظل حية في ذاكرة أبناء عدن والجنوبيين بشكل عام. هذه التضحيات والمقاومة تظل خالدة في قلوب الأجيال القادمة ولن يغفر لها التاريخ أبدًا. لقد تعلمنا من صمودهم أن الكرامة لا يمكن التنازل عنها، وأن المقاومة ليست فقط مقاومة بالسلاح، بل مقاومة بالعزيمة والإرادة.

رسالة للأجيال القادمة

أهل هذه المحافظة أثبتوا قدرتهم على الصمود والمقاومة في وجه التحديات الكبرى، ورغم الفساد الحالي، فإن تاريخهم البطولي يضمن لهم القدرة على التصدي للفاسدين إذا توحدت الصفوف وظهرت قيادة رشيدة. واختتم حيدرة منشوره برسالة واضحة:
"لا تستهينوا بإرادة أهل عدن، فمن صمدوا في وجه الحرب، لن يقبلوا بالاستسلام لأي قوة كانت."