أخبار محلية

الخميس - 31 يوليو 2025 - الساعة 06:32 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص


في منشور تحليلي نشره الكاتب السياسي محمد المسبحي عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، علّق فيه على تصريح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي الذي قال فيه إن "اليمن بحاجة إلى خبرات صينية لإعادة تأهيل الكهرباء"، معتبرا أن هذا التصريح لا يخلو من أبعاد سياسية واقتصادية أعمق من مجرد حديث فني حول قطاع الخدمات.

وقال المسبحي إن "عدن تعيش حالة انهيار خدمي شامل، وقطاع الكهرباء فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسط شبكة متهالكة، وتوليد غير كافٍ، واعتماد مفرط على الوقود، دون أي رؤية استراتيجية واضحة أو حلول مستدامة، بل مجرد ترقيعات إسعافية تهدئ الشارع لكنها لا تعالج أصل الأزمة".

وأشار إلى أن الإشارة للصين كطرف "يمتلك الحلول" لم تأتي عبثا وانما تعكس فهما لحجم الفجوة التي يعيشها قطاع الطاقة، مؤكدا أن الصين تملك سجلا حافلا في بناء محطات كهرباء عملاقة، وتطوير شبكات النقل، وتقديم حلول الطاقة البديلة مثل الرياح والشمس، فضلا عن مرونة تمويلية عبر قروض وشراكات من نوع BOT.

لكن المسبحي حذّر من أن التصريح في جوهره قد يحمل رسالة سياسية مبطنة، وربما تلميحا بفشل التحالف العربي – خصوصا الإمارات والسعودية – في تقديم حلول حقيقية لعدن خلال سنوات الدعم الماضية، معتبرا أن التصريح قد يكون مقدمة لانفتاح نحو الصين كشريك استراتيجي بديل.

وأضاف أن الصين وإن كانت تمتلك أدوات التنفيذ، إلا أن دخولها إلى ملف الكهرباء في لن يكون مجانيا ولا سهلا، فمشاريعها ضخمة ومكلفة، وتستلزم ضمانات وقد تفتح بابا أمام مخاوف التنازل عن قطاعات حيوية مقابل حلول إسعافية مؤقتة.

وأكد المسبحي أن الحديث عن استقدام مهندسين أو شراكات خارجية لن يصنع فرقا حقيقيا في ظل بيئة تعاني من الفساد، الانقسام، وغياب القرار السيادي، داعيا إلى مراجعة داخلية جادة تبدأ بمساءلة حقيقية حول من يعطل الحلول، ومن يربح من استمرار الفشل.

وفي ختام تحليله، وصف الكاتب السياسي تصريح الزبيدي بأنه "صرخة سياسية تعكس انسداد الأفق"، لكنه أشار إلى أن الطريق لإصلاح الكهرباء لا يبدأ من بكين، بل من قرار داخلي شجاع يعترف بالمشكلة، ويواجه الفساد، ويستعيد ثقة المواطن.

وختم بقوله :أما غير ذلك، فليس إلا تسويقًا جديدًا للوهم… ولو كُتب عليه: صُنع في الصين.