أخبار محلية

الثلاثاء - 19 أغسطس 2025 - الساعة 10:33 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



وجّه الكاتب الصحفي محمد المسبحي رسالة مفتوحة إلى محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد لملس، عبر صفحته على "فيسبوك"، عبّر فيها عن استيائه من تكرار مأساة السيول والأضرار التي لحقت بالمدينة رغم وجود دراسات علمية مسبقة حذّرت من هذه الكارثة.

وقال المسبحي: "نخاطبكم اليوم من قلب المأساة التي تتكرر ومن واقع يصرخ بأن عدن تغرق بين أيدينا، رغم أن كل المؤشرات والتحذيرات كانت أمامنا منذ سنوات".

وأوضح أن عدة دراسات متخصصة قد أُنجزت لمعالجة مخاطر السيول، أبرزها الدراسة الشاملة التي أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بالتعاون مع خبراء من جامعة عدن، والتي اعتمدت على تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، وحللت بدقة خصائص أحواض التصريف وقدّرت أحجام السيول وتدفقات الذروة، كما قدّمت حلولاً علمية واضحة للتنفيذ، بل وحذرت بوضوح من تكرار سيناريو الكارثة الراهنة.

وأضاف المسبحي بأسف: "ومع ذلك ظلت هذه التحذيرات حبراً على ورق، ولم تتحول إلى خطة تنفيذية حقيقية. لم تُبنَ قاعدة بيانات متكاملة، ولم ينشأ نظام مؤسسي لإدارة مخاطر السيول، رغم أن الدراسات كانت موجودة، والوقت كان متاحاً، وما كان ينقص سوى الإرادة".

وأكد أن ما تعيشه عدن اليوم من غرق وخسائر في الأرواح والممتلكات يطرح أسئلة جوهرية أمام الجميع:لماذا تُهمل الدراسات الوطنية التي أنجزت بجهود محلية وخبرات علمية..ولماذا لا تتحرك السلطات إلا بعد وقوع الكارثة، ضمن دائرة ردود الأفعال المؤقتة؟


وخاطب المسبحي المحافظ أحمد لملس قائلاً: "إن مسؤولية حماية عدن أمانة في أعناقكم، ولا مجال بعد اليوم للتقاعس أو التبريرات. هذه الكارثة يجب أن تكون نقطة تحول جذرية، تُبنى عليها خطة استراتيجية عاجلة تُترجم مخرجات الدراسات إلى واقع، وتضع حداً نهائياً لتكرار هذه المآسي التي تحرق قلوب الناس".

وختم بدعوته إلى أن تكون هذه اللحظة الفاصلة بداية لاعتماد مخرجات الدراسات العلمية وإنشاء نظام متكامل لإدارة مخاطر السيول، بما يعزز مناعة المدينة ويحمي مستقبلها.