مقالات وآراء

الثلاثاء - 02 سبتمبر 2025 - الساعة 09:02 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ”أبو زين الوليدي”

في إحدى المدن اليمنية ولدت تلك الفتاة وعاشت وتخرجت بشهادة البكالوريوس، وتزوجت ابن عمها المهندس المدني الذي يعمل في شركات خاصة.

قررت الشركة أن تنقل زوجها من العمل في المدينة إلى إحدى المحافظات البعيدة لمدة سنتين، ولهذا أضطر أن يأخذ زوجته وولده معه ويعيش في قرية بعيدة قليلة الخدمات.

كان زوجها يجمع أغراض السفر ويعد العدة، بينما كانت هي تجمع أمتعتها للعيش في تلك القرية التي لا تعرف أحدا من أهلها، وكانت تجمع في *كرتون* خاص بعض الأشياء الخاصة التي تشتريها من السوق وكانت مهتمة بهذا الكرتون اهتاما زائدا.

بعد أيام من استقرارهم في تلك القرية، أخرجت الزوجة كرتونها استعدادا لمهمة خاصة قررت أن تقوم بها وقد أعطاها زوجها صورة مكتملة عن القرية قبل سفرهم بمدة.

لقد حولت ديوان بيتها إلى فصل دراسي، واجتمع حولها عدد من فتيات القرية.
وحددت هدفها بدقة
هناك مهمة لابد أن تنجزها خلال هذه السنتين.
* تعليم هذه الفتيات القراءة والكتابة .
* تعليمهن تلاوة القرآن الكريم وحفظ جزئي عم وتبارك.
* تعليم وحفظ الأربعين النووية.
* حفظ كتيب حصن المسلم في الأذكار.
* تعليمهن التوحيد والسيرة وابجديات العبادات من الصلاة والصيام وما يحتاج إليه.

كان كل شيء في الكرتون
جزئي عم وتبارك وكتيبات حصن المسلم والأربعين النووية وعدد من الكتب وسبورة وأقلام ودفاتر ووو.
وزعت كل ذلك على الفتيات.

وهكذا كان الزوج في عمله في الشركة خارج القرية، والزوجة تنجز مهمتها بهدؤ، وكل يوم تنتقل من إنجاز إلى إنجاز، وفتيات القرية يرتقين في مستوياتهن التعليمية والسلوكية والإيمانية وتتغير حياتهن وسلوكياتهن، بل ومظهرهن وعلاقاتهن وطريقة حياتهن، وتحققت نتائج أكثر مما كانت الزوجة تتوقع، وتحولت بعض الطالبات إلى مدرسات، وقلبت تلك المرأة أحوال القرية وأصبحت حديث الرجال والنساء والأطفال.

بعد عامين كاملين قررت الأسرة العودة إلى المدينة، وتركت تلك المرأة خلفها عددا من الحلقات التعليمية التي يدوي فيها القرآن الكريم وتدرس فيها القراءة والكتابة والأذكار والحديث والفقه.

ودع أهل القرية تلك العائلة بالحب والدموع بعد أن استطاعت تلك المرأة الناجحة أن تزرع لها بذورا يستمر حصادها في الدنيا والآخرة.

قال أحد شيوخ القرية:
كم عدد العائلات التي جاءت إلى هنا للعمل في هذه المنطقة وسكنوا معنا ولم نشعر بهم.

أجابه اخر:
لأنهم كانوا يعيشون بدون هدف ولا غاية، بخلاف هذه الأستاذة التي غيرت حياتنا.

أبو زين الوليدي