الوطن العدنية/كتب_أبو زين الوليدي
شرح المثل
١) يبى : هي في الأصل (يبغى)، ولكن الناس في منطقتنا يقلبون الغين همزة كقولهم ( غنم - أنم) ( وقت المغرب - وقت المآرب) ( غربت الشمس - آبت الشمس) ( الغسيلي - الأسيلي) ( غورمة - أورمة) ( غسان - أصان) وهكذا
٢) الدحة: بتشديد الحاء وهي الوشم الذي تعمله النساء في وجوههن، أو أيديهن للزينة، ويسمونه في منطقتنا (الرقم) بضم الراء والقاف، وهو معنى صحيح، فالرقم هو العلامة، والفعل رقم، تعني كتب أو وضع علامة، والرقيم هو الكتاب أو النقش .
٣) أحة: كلمة تدل على الوجع والألم الذي يسببه هنا وخز الإبرة، ومنه قولهم : (لا تقول آح بيسمعك العدو وبيرتاح)
كيفية عمل الوشم:
اختفت ظاهرة الوشم في منطقتنا وربما في البلاد كلها، وذلك بسبب الوعي الديني، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الواشمة والمستوشمة) كما في الصحيح، وأيضا بسبب تطور أدوات التجميل وتنوعها وكثرة طرق استخدامها.
أما طريقة عمله:
فهي أن تحدد الواشمة المكان الذي تريد أن توشمه، ثم توخزه برأس الإبرة حتى يخرج الدم، ثم تضع عليه مسحوق الحكل، وتنتظر ساعات حتى يظهر الوشم.
والوشم كان منتشرا عند العرب وإلى زمن قريب.
ومعظمنا يتذكر مطلع معلقة طرفة بن العبد التي يقول فيها:
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
معنى المثل
يقصدون بالمثل : أن المرء لا يستطيع أن يحقق غاياته وأهدافه إلا إذا صبر على المشقة وتحمل أعباء السير مهما كانت العقبات، وبذل في ذلك الغالي والنفيس.
وهو معنى مشهور في الأدب العربي بل في الحياة البشرية كلها، كقول امريء القيس:
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا
وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّما
نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَرا
وقول المتنبي:
تُريدِين لُقْيان المعالي رخيصـةً
ولا بُـدّ دون الشَّهْـد مِـن إبـرِ النَّحْلِ
وقول أبي تمام:
بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها
تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ
وقول شوقي:
وما نيل المطالب بالتمنى
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وقول الشابي:
ومن يتهيّب صعود الجبال
يَعِش أبد الدهر بين الْحُفَر
وقول الزمخشري:
أأبات سهران الدجى وتبانه
نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي
كتبه أبو زين الوليدي