الوطن العدنية/كتب/نبراس الشرمي
منذ أيام وأنا أتابع حملة تحريضية ممنهجة ضد أسامة الشرمي، يقودها مجموعة من المتسكعين في شوارع وأسواق القاهرة وإسطنبول ومسقط.. حاولت أتجاهل الأمر حتى لا أنجر إلى مهاترات لا طائل منها، ولكن حين رأيت هوية من يقود هذه الحملة اتضح لي السبب الحقيقي وراء كل هذا الضجيج، خصوصاً وأنها سبقتها اتصالات ورسائل مباشرة تحمل تهديدات بالقتل، ما يكشف أن الأمر لم يعد مجرد انتقاد عابر بل مخطط مدروس ومتعمد.
قبل فترة التقينا أنا وأسامة بوفد أممي (في عدن) ودار الحديث عن الكثير من الأوضاع ومنها الأداء الحكومي المؤسسي، فسألوه:
كم عدد وكلاء وزارة الإعلام؟ أجابهم بالعدد.
سألوا: وأين هم؟
أوضح أن بعضهم يقيم في الداخل وآخرون في الخارج.. ولكن الوفد قاطعه "نحن لا نسأل عن أماكن إقامتهم بل عن موقفهم من الانقلاب الحوثي"!
وأضافوا: لا يعقل أن تُسجل أسماء طويلة كقيادات للوزارة -في زمن الحرب- بينما لا نسمع لهم أي موقف واضح ضد المليشيا وانقلابها!!
هذا وحده كافي ليفهم الجميع لماذا يُشن اليوم الهجوم على أسامة الشرمي؛ فالكثير ممن صدرت بحقهم قرارات جمهورية "غير معلنة" هم أنفسهم من يضربون الحكومة الشرعية ورجالها ليلاً ونهاراً، وآخر الشهر يقفون كالقطعان في طوابير الصرافات داخل الوطن وخارجه بحثًا عن مخصصاتهم.
تخيلوا أن وكيلًا في وزارة يقيم في الخارج، ومع ذلك يسافر كل عام إلى صنعاء ليقضي إجازة شهر رمضان وعيد الفطر مع أسرته.
تخيلوا أن وكيلًا آخر "مرافق دائم للوزير" لديه أخ يعمل مشرفاً حوثي في محافظة خاضعة لسيطرة المليشيات!
والأمثلة كثيرة أكدها لي مسؤول رفيع في وزارة الداخلية..
والمفارقة أن هؤلاء بالذات، ممن يعيشون هذه الازدواجية المخزية هم اليوم من يهاجمون أسامة الشرمي، الرجل الذي قارع المليشيا الحوثية وانقلابها بالسلاح والكلمة ومن على منابر وشاشات القنوات الفضائية الرسمية والعربية والعالمية، وصمد في عدن خلال الحرب وما بعدها ولا يزال يقيم فيها ويرفض كل عروض المغادرة.
ستراً لكم.. اصمتوا وإلا اضطررنا "نكب الرز على الأرض".
#نبراس_الشرمي