منوعات

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 02:57 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات


رغم مرور نصف قرن على رحيلها، لا يزال صوت "كوكب الشرق" أم كلثوم يتردد بقوة، ليس فقط في أرجاء العالم العربي، بل حتى داخل المعابد اليهودية في إسرائيل.

وتحت عنوان "من قصور القاهرة إلى المعابد اليهودية.. صوت أم كلثوم يصدح في إسرائيل"، استعرض تقرير نشره موقع "Srugim" الإخباري الإسرائيلي مسيرة النجمة المصرية التي لا تزال تُلهِم الأجيال، بل وتدخل — بألحانها — في طقوس دينية يهودية، في مزيجٍ موسيقي نادر يجمع بين التراث العربي والعبادة العبرية.

وأشار التقرير إلى أن والد أم كلثوم، إمام ومؤذن مسجد في قرية "طماي الزهايرة" بمحافظة الدقهلية، لاحظ منذ أن كانت ابنته "فاطمة إبراهيم البلتاجي" في سن السابعة أن صوتها استثنائي. فكان يصطحبها — مرتدية زي الصبيان — إلى المناسبات الشعبية لتنمية موهبتها، وعلّمها تلاوة القرآن الكريم بصوتٍ مؤثر، ليُكتشف بذلك "كنز صوتي" سيُصبح لاحقًا رمزًا للغناء العربي الحديث.

وأوضح الموقع أن أم كلثوم، التي لُقّبت بـ"نجمة الشرق"، و"سيدة الغناء العربي"، و"سيدة غناء القصيدة"، غزت المشهد الفني بأغانيها الطويلة والمعقدة، التي كانت تمتد أحيانًا لأكثر من ساعة، مثل أغنيتها الخالدة "أنتِ عمري" (1964)، التي لا تزال تُعتبر من أعظم الأعمال الغنائية في التاريخ العربي.


ورغم وفاتها في القاهرة عام 1975، فإن تأثيرها الثقافي والموسيقي لم ينطفئ، بل تجاوز الحدود الجغرافية والزمنية. بل إن مجلة أمريكية عالمية اختارتها ضمن قائمة "أعظم 100 فنان في التاريخ".

لكن المفارقة الأكثر إثارة، بحسب التقرير، هي أن ألحان أم كلثوم وصلت إلى كنسات القدس وتل أبيب، حيث يُدمج بعض المُنشدين اليهود مقاطع من أغنياتها — لا سيما افتتاحية "يا عين يا ليل" — في أدائهم الديني، في محاكاة موسيقية عاطفية تذوب فيها الحدود بين الثقافات.

ويصف التقرير لحظةً داخل كنيس يهودي: "عندما يبدأ المصلّون ترديد كلمات الصلاة، يبدو وكأن صوت كوكب الشرق يُردّد معهم. فيُطلِق المنشد افتتاحية 'يا عين يا ليل' مطوّلةً وبتأثرٍ عميق، ثم ينتقل بسلاسة إلى كلمات الصلاة باللغة العبرية، مُشكّلًا تجربة روحية وموسيقية فريدة".

ويختم التقرير بالقول: "صوت أم كلثوم لم يذبل مع الزمن، بل ظل حيًّا، يبني جسورًا بين الشعوب، ويُلهِم حتى أولئك الذين لم يسمعوا كلماتها بلغتها الأصلية. ففي كل نغمة، تبقى نجمة الشرق شاهدةً على قوة الفن في تجاوز الخلافات، وتوحيد القلوب عبر الحدود".