مجتمع مدني

الأربعاء - 22 أكتوبر 2025 - الساعة 11:44 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص


تذكر الكاتب الصحفي محمد المسبحي في صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي حكاية من زمن كان فيه المسؤول يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الآخرون، حين كان الدكتور علي مجور وزيرا للكهرباء.

يقول مجور: «في إحدى الليالي بعد منتصف الليل استيقظت على رنة الهاتف، وإذا بالرئيس علي عبدالله صالح يتصل بي بنفسه، بصوته المعروف، قائلاً: 'السلام عليكم يا وزير الظلام'».

ويضيف: «خجلت كثيرًا وسألته: خير يا فخامة الرئيس؟ فأجاب: 'إنت نايم والناس في عدن مش قادرين يناموا من شدة الحر، الكهرباء طافية من ساعات'».

وتذكر مجور أنه ارتبك فورا وغادر بيته إلى مكتبه، واتصل بالمحافظ ومدير كهرباء عدن حينها المهندس جلال ناشر، وكانت الفرق الفنية تعمل على إصلاح العطل. وبعد نصف ساعة فقط عاد التيار إلى عدن والمحافظات المجاورة، فأبلغ الرئيس، فرد عليه: «تمام، أريدك كذا دائمًا».

ويختم مجور حديثه بالقول: «كنت خجلان جدًا من نفسي لما قال لي: يا وزير الظلام».

اليوم، تمر الليالي الطويلة في عدن غارقة في الظلام، لا أحد من المسؤولين يسأل، ولا وزير يخجل، ولا أحد يشعر بأوجاع الناس. الحكاية تذكرنا بأولئك الرجال الذين كان لديهم إحساس بالمسؤولية والخجل من كلمة "وزير الظلام"، مقابل واقع اليوم الذي يغرق فيه المواطنون في الظلام والصمت الرسمي.