الوطن العدنية/كتب_جمال علوي الفضلي
ليس غريباً أن تكون أبين اليوم في قلب العاصفة.
الغريب أن تُحاكم أبين برجالها، وأن يُستهدف تاريخها عبر ضرب رموزها وإقصاء كفاءاتها الوطنية عن مواقع القرار.
أبين التي أنجبت الدولة، وقدمت رجالها في أصعب لحظات الوطن، أصبحت اليوم مقصاة عمداً وبقرار سياسي مقصود.
وليس خافياً على أحد أن ما يجري ليس اختلاف رؤى ولا تباين مواقف، بل عملية تجريف متعمدة لرموز أبين الوطنية والعسكرية والإدارية.
---
أين هم رجال أبين اليوم؟
أين هو القائد السياسي والوزير أحمد بن أحمد الميسري الذي وقف في أوقات ارتجف فيها كثيرون؟
أين المناضل الوطني محمد علي أحمد الذي حمل مشروع التصالح والتسامح يوم كانت الساحة عمياء؟
ونجل الشهيد سالمين
المحافظ أحمد سالم ربيع علي الذي تم إقصاءه
أين اللواء الركن الأكاديمي دكتور ناصر الفضلي الذي يُعرف وزنه في ميزان الدولة لا في ميزان المكايدات؟
أين العميد عادل أحمد عبدربه، والعميد مهدي محمد حنتوش، والعميد محمد سالم النخعي، والعميد عمر حسين الكردمي… وغيرهم العشرات بل المئات من القادة والأسماء التي لا تخطئها ذاكرة شرف الوطن؟
كل هؤلاء لم يسقطوا في معركة وطنية، ولم يُعزلوا لعجز أو تقصير، بل أُبعدوا لأنهم ينتمون إلى أبين… لأنهم رجال دولة… لأنهم لا يتلونون ولا يبيعون المواقف في سوق المزادات.
---
المشهد اليوم… مؤلم ومخزٍ
كوادر أبين ذات الشهادات العليا، والخبرات النادرة، والتجارب الميدانية
أصبحت في بيوتها، بلا منصب، بلا تقدير، بلا اعتبار.
بينما تُسلَّم المناصب لمن لا يملك سيرة، ولا تاريخ، ولا تجربة، ولا موقف.
والأخطر من ذلك…
أصبح أبناء أبين يُحاسَبون بهويات مسبقة جاهزة:
هذا خائن
هذا عميل
هذا قاعدي
هذا إخواني
تُوزع هذه الاتهامات كصكوك جاهزة لتبرير الإقصاء…
لا تحقيق… لا دليل… لا قانون… فقط تصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالوطن.
---
بين مطرقة الانتقالي وسندان شرعية العليمي
المجلس الانتقالي يتعامل مع أبين وكأنها خصم قديم وليس شريك أرض ونضال.
وشرعية الرئيس رشاد العليمي وأعضاء مجلسه
تلتزم صمت المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها.
والسؤال الذي يفرض نفسه:
إلى أين يريدون دفع أبين؟
إلى الانكسار أم إلى الانفجار؟
---
أبين لا تُكسر
أبين تعرف الصبر…
تعرف الهدوء…
تعرف كيف تنتظر الوقت المناسب.
لكن التاريخ يقول شيئاً آخر:
أبين إذا غابت… غابت الدولة.
وإذا حضرت… حضر الوطن.
وإذا ظن البعض أن أبناء أبين سيقفون على الرصيف يتفرجون على مصيرهم
فهم لم يعرفوا أبين يوماً.
---
ختاماً
نحن لا نطالب بامتيازات
ولا نبحث عن مجاملة
ولا نستجدي موقعاً في دولة ساهمنا في بنائها.
نحن نطالب بالحق فقط:
إعادة الاعتبار للكوادر الوطنية من أبناء أبين
عودة رجال الدولة إلى مواقعهم
وقف حملات التشويه الكيدية
احترام تاريخ المحافظة ودورها ودور رجالها
لأن الوطن لا يقوم على الإقصاء
ولا ينهض بشطب المحافظات من ذاكرته.
أبين باقية…
ومن يحاول إلغاءها
سيمر…
وتبقى أبين.
جمال علوي الفضلي