الوطن العدنية/كتب_مصطفى عباد السعيدي
في سجل التاريخ الوطني للجنوب يبرز اسم المناضل ناصر_علوي_السقاف كأحد أكبر الشخصيات التي صنعت فجر الحرية وخطّت أول حروف الكفاح السياسي والمسلح رجل من دثينة،ولد عام 1929م، لكنه ولد مرة أخرى حين اختار أن يحمل همّ وطنه على كتفيه، وينخرط في صفوف حركة القوميين العرب عام 1959م، ليصبح من أبرز مؤسسيها في الجنوب المحتل.
لم يكن السقاف مجرد عضو، بل كان عقلاً سياسياً منظماً وصوتاً وطنياً مؤثراً، شارك في التحضير لتأسيس الجبهة القومية، وكان قريباً من المناضل قحطان الشعبي، مشاركاً في بناء الخلايا الثائرة، وصياغة الفكر الثوري، وتجهيز الخطاب الوطني الذي مهد لانطلاق الثورة.
وما بين مواقفه وإنجازاته، تبقى أهم بصمة له هي كتابة وإعلان البيان الأول لثورة "14 أكتوبر" في 23 أكتوبر 1963م ضد المحتل_البريطاني، بصوته
وكلماته وصل خبر الثورة إلى الناس، كان صوت السقاف هو صرخة الحرية الأولى التي دوّت في أرض الجنوب، حاملة معها بداية عهد جديد من النضال والتغيير.
ومع اشتداد الخلافات داخل أروقة القرار السياسي، اختار السقاف أن يكون مع الوطن لا مع أي صراع، فجمّد نشاطه عام 1966م،رافضاً الانجرار وراء الانقسامات ومفضلاً الحفاظ على مبادئه، وهو موقف لا يقدر عليه إلا الرجال الأوفياء.
في حياته في مجتمعه كان واجهة اجتماعية وقبلية لها حضورها وهيبتها في كل موقف،عُرف بثقله بين القبائل وقدرته على حلّ الخلافات وتحكيم العقل،وكان صوته مسموعاً وكلمته تحظى بالاحترام بين القاصي والداني.
شغل خلال مسيرته مواقع عدة، منها عضويته في مجلس_الدولة_بدثينة،
لكنه سيظل في ذاكرة الناس كرجل موقف قبل أن يكون رجل منصب، وكصوت الثورة الأول قبل أي وصف آخر.
رحل المناضل ناصر علوي السقاف عام 1999م،لكنه ترك إرثاً يشهد بأن هناك رجالاً لا يغيبون…لأن الوطن قد كتب أسماءهم في سجلات النضال... رحم الله المناضل ناصر علوي السقاف، وجزاه عن وطنه خير الجزاء.
✍️ مصطفى عباد السعيدي
الموافق 23 نوفمبر 2025م