اخبار وتقارير

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - الساعة 12:03 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص




أكد أستاذ العلوم السياسية أ.د. شادي صالح باصرة، أن القضية الجنوبية لم تعد بحاجة اليوم إلى مزيد من المظاهرات أو الزخم الإعلامي، مشيرًا إلى أن عدالتها باتت محل إجماع واسع في عموم الجمهورية اليمنية، ولم يعد هناك خلاف جوهري حولها. وقال إن ما تحقق للقضية الجنوبية من مكاسب عبر مخرجات الحوار الوطني ومشاورات الرياض يفوق ما حققته أي صراعات مسلحة سابقة، واصفًا هذه المسارات السياسية بأنها الأكثر جدوى وتأثيرًا.

وحذر باصرة من أن فرض واقع جديد بقوة السلاح، حتى وإن بدا وكأنه انتصار مؤقت، من شأنه إعادة إنتاج سيناريوهات الصراعات السابقة في أعوام 1967 و1986 و1994 و2015، مؤكدًا أن هذا النهج لن يقود إلى انفصال حقيقي كما يروج له البعض، بل سيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء، وتعقيد التداخلات الجغرافية، وفتح باب الثأرات السياسية، وتصاعد الصراعات الدينية ذات الطابع المذهبي، بما قد يعيد مكتسبات القضية الجنوبية إلى نقطة الصفر.

وشدد على أنه لا يوجد، اليوم أو حتى بعد عقود طويلة، حل مستدام للأزمة اليمنية بعيدًا عن منطق الغلبة المؤقتة والحروب المتكررة، سوى عبر حوار واعٍ وشفاف يقوم على المصارحة والمصالح المشتركة، وقادر على إدارة المخاوف المتبادلة بين مختلف المشاريع المطروحة على الساحة.

وأضاف أن البديل الحقيقي لهذه التحركات هو التنافس في مجالي الاقتصاد والخدمات، باعتبارهما المدخل الأهم لتحسين حياة الناس وبناء نموذج دولة يقوم على الكرامة الإنسانية، وتأمين لقمة العيش، وتحقيق الاستقرار، وترسيخ أسس البناء والتنمية المستدامة.

واختتم باصرة بالتأكيد على أن حق تقرير المصير، وفق المفهوم العالمي والقوانين الدولية الملزمة، ليس حكرًا على طرف بعينه، ولا يمكن تحقيقه عبر القوة العسكرية، كما أنه لا يقتصر على شعب دون آخر، موضحًا أن هذا الحق يمثل مسارًا سياسيًا وقانونيًا يتطلب قدرة حقيقية على نيل الاعتراف الدولي، خصوصًا من الدول الكبرى ودول الإقليم الحدودية المعنية بشكل مباشر، باعتبارها الأكثر تأثرًا بأي مشروع سياسي جديد.