حوارات وتحقيقات

الخميس - 04 يونيو 2020 - الساعة 02:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_أديب الجيلاني


لم تمضِ على مشاعر الحزن والاسى التي اكتنفتني سوى خمسة أيام منذ ان فارقت حبيبة قلبي وروحي (( والدتي )) التي انتقلت روحها الطاهرة من دار الفناء الى دار البقاء ، فجر يوم ( الجمعة ) الموافق 29 مايو 2020م .. وقد اشعرني رحيلها بفراغ رهيب والم شديد كاد يقضي عليّ ويزهق روحي من شدة ما أحسست به او هكذا بدى لي ، ومع ذلك ونظرا لايماني المطلق بقضاء الله وقدره وبان لكل اجل كتاب ولكون (( والدتي )) رحمها الله ولله الحمد كانت امراة فاضلة لاتترك فرض صلاة او واجب زيارة وصلة الا وتؤديه ، فقد تحاملت على نفسي المكلومه وتقبلت العزاء في رحيلها بصدر رحب وايمان عميق بانه ابتلاء من رب العالمين ويجب القبول به ، وعليه قدمت الشكر الى كل من تقدم لي ولكافة افراد اسرتي بالتعازي ورسائل المواساة برحيلها وكنت اقول ومازلت : " الحمد والشكر لله تعالى على كل حال .. ولله ما اعطى وله ما اخذ ، فهي قد كانت امانه وقد استردها من وهبها الحياة " .

ومع اني قد بدات اتأقلم واخوتي مع وضعنا الجديد في ظل غياب والدتنا ، الا اني تفاجأت اليوم ( الثلاثاء ) الموافق 2 يونيو 2020م برحيل اخي الغالي وصديقي المخلص والوفي وزميلي العزيز في العمل (( أوسان السقاف )) ، لتعاودني برحيله فجر اليوم مشاعر الغصة والالم والحرقة في نفسي المكلومة برحيل والدتي ، ولاجد نفسي مكلوماً اليوم ومن جديد بوفاة صديقي السقاف ( ابو محمد ) ، ولا اخفيكم سراً بانه ربما مازاد من وجعي هو تذكري لاخر موقف وحديث دار بيني وبين صديقي اوسان قبل وفاته بعدة ايام وتحديدا مع اواخر شهر رمضان الفضيل ، حينما كنت معه في سيارته ، وكنا نتحدث معا بمرارة وألم و حزن عميق عن ما لحق به من ظلم وعداوة ممن يفترض أن يكونوا أولى الناس في تقديره وإنصافه ، ودوما كان يردد ( رحمه الله ) حسبي الله فيمن ظلمني وهو نعم المولى ونعم النصير ، وقد اخذت حينها اواسيه واعظه بالتحلي بمزيد من الصبر على مايحصل لنا من ظلم بني البشر ، رغم معاناتي ايضا من الظلم والاجحاف وحاجتي لمن يواسيني ، مؤكداً له ان لكل ظالم وظلم نهاية ، وان قوة ( الحق ) وهو الحق سبحانه وتعالى وهو الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرماََ اقوى واشد من حكم وجبروت البشر .. واتذكر يومها انه ذكر لي قوله تعالى : " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " صدق الله العظيم .

رحماك يارب بصديقي وزميلي واخي (( اوسان )) واسئلك اللهم ان تتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمتك وان تسكنه فسيح جناتك وان تلهمنا وكافة اهله وذويه واطفاله الصبر والسلوان و"انا لله وانا اليه راجعون" وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يظلم انسان او يقهره وهو يعلم بان الدنيا فانيه وماهي الا دار عبور ، ومانحن فيها الاّ عابري سبيل ... !!

ورحماك يارب بـ (( والدتي )) و بـ (( والدي )) سائلا اياك ان تجعل قبريهما روضه من رياض الجنة .

والشكر الجزيل اخيرا لكل احبتي واهلي واصدقائي ومعاريفي وزملائي في العمل او الصحافة وكل من واساني واخوتي بمصابنا الجلل في وفاة (( والدتنا )) رحمها الله واسكنها فسيح جناته والهمنا وكافة اهلها وذويها الصبر والسلوان و" انا لله وانا اليه راجعون " .