عربية وعالمية

الأربعاء - 12 أغسطس 2020 - الساعة 04:50 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/إعداد - القاضي - أنيس جمعان


محطـات هامة في حياة مالكوم إكس :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️مالكوم إكس (بالإنجليزية: Malcolm X) أو الحاج مالك الشُباز (19مايو 1925 - 21 فبراير 1965م)، المتحدث الرسمي لمنظمة أمة الإسلام ومؤسس كل من مؤسسة المسجد الإسلامي ومنظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية"، يعد من أشهر المناضلين السود في الولايات المتحدة، وفقد أربعة من أعمامه على يد العنصريين البيض، وهو من الشخصيات الأمريكية المسلمة البارزة في منتصف القرن الماضي، والـتي أثـارت حياته القصيرة جدلاً لم ينته حول الدين والعنصرية، حتى أطلق عليه "أشد السود غضباً في أمريكا"، كما أن حياته كانت سلسلة من التحولات، حيث انتقل من قاع الجريمة والانحدار إلى تطرف الأفكار العنصرية، ثم إلى الاعتدال والإسلام ، وبات من أهم شخصيات حركة أمة الإسلام قبل أن يتركها ويتحول إلى الإسلام السني، وهو أشهر خطيب أمريكي أسود، شخصية حرة ترفض الظلم والاضطهاد، وقد نذر حياته للدفاع عن بني جنسه من السود بغض النظر عن إنتمائاتهم الدينية والثقافية وناضل في سبيل الحرية، عندها كُتبت نهايته بست عشرة رصاصة في حادثة إغتياله حيث لقي الله شهيداً في تاريخ 21 فبراير عام 1965م ..

البداية غير طبيعية :
➖➖➖➖➖➖
▪️ولد مالكوم ليتل وهو الأسم الحقيقي له في مدينة ديترويت من أسرة فقيرة لأب وأم مسيحيين فقيرين عام 1925م وعاش حياة بائسة في طفولته فمع الفقر الذي كان يسيطر على العائلة كانت عنصرية الرجل الأبيض له بالمرصاد، فقد كان أبوه عضو في جمعية الـزعيم الأسود ماركوس كارفي (1887م ـــ 1940م) والـتي كانت تطالب بحقوق السود، وكان الحدث الأبرز في طفولة مالكوم هو رؤيته لمنزل عائلته يحرق بالكامل عام 1929م من قبل جماعة الكوكلوكس كلان kkk وهي جمعية سرية عنصرية أسسها عام 1865م ضباط بيض في ولاية تنسيتي، كانت الجمعية قائمة على تمجيد العرض الأبيض البروتستانتي المولود بأمريكا وكانت تعادي كل ماخلا ذلك من الكاثوليك والملونين واليهود والسود وكان أفرادها يرتدون قمصاناً طويلة وأقنعة بيضاء، ويرتكبون جرائم شنيعة من القتل والشنق وإحراق المنازل بحق خصو مهم وكان أحد ضحاياهم والد مالكوم بعد أن ضاقوا بنشاطه الحقوقي درعاً فقتلوه عام 1931م ليفقد مالكوم أبيه نتيجة لعنصرية الـرجل الأبيض وقد قيل أنهم هشموا رأسه وقطعوه نصفين كعقاب له بسبب تواجده في منطقة للبيض ..

الخروج من المدرسة :
➖➖➖➖➖➖
▪️بدأت أحوال الأسرة تتدهور، فباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الإجتماعية الـتي تقدمها الدولة لهم، كانت أحول الأسرة صعبة للغاية وخاصة بعد رفض شركة الـتأمين دفع مبلغ تأمين حياة والد مالكوم فإنهارت أمه ولم تتمكن من إحتمال أعباء تربية أطفالها الـثمانية وهذا ماترك أثرآ عميقاً في شخصيته وما لبث طويلاً حتى أصيبت أمه بإنهيار عصبي حاد مما أدخلها في مصح للأمراض النفسية عام 1937م نتيجة لمرض عقلي ولم تخرج إلا عام 1963م، وشتت الحكومة أبنائها بين المدن الأمريكية المختلفة، تبنت أسرة من البيض مالكوم الصغير ودخل مدرسة كان هو الأسود الوحيد فيها ، هناك في تلك المدرسة ظهرت نباغة مالكوم الذي كان دائماً من الثلاث الأوائل رغم أنهم كانوا دائماً يسخرون منه ويحتقرونه، وكان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً والسخرية منه، فقد تخرج من الثانوية بتفوق وحصل على أعلى الدرجات بين زملائه وكان يطمح أن يصبح محامياً، حتى أن أستاذه المفضل قال للصف يوماً: "ماذا تريدون أن تصبحوا حين تكبرون؟"، فأجابوا فشجعهم بدوره وأثنى عليهم، حتى جاء دور مالكوم الذي قال أنه يود أن يدرس القانون كي يصبح محامياً فقام الرجل وضحك منه قائلاً له: أن أمثاله لايصلحون لهذه المهن، كن نجاراً ماهراً أوطباخاً أوحارساً ممتازاً فهذه مهن السود وهي أفضل لك، غير أنه لم يكمل تعليمه وترك الدراسة بعد أن أخبره أستاذه أن حلمه بالذهاب إلى كلية الحقوق بعيد كل البعد عن الواقع كونه زنجياً، ونصحه ألا يفكر في المحاماة، وألا يحلم بالمستحيل لأن المحاماة مهنة غير واقعية له، كانت كلمات الأستاذ ذات مرارة وقسوة على وجدان الشاب لأن الأستاذ شجع جميع الطلاب على ما تمنوه إلا صاحب اللون الأسود لأنه في نظره لم يكن مؤهلاً لما يريد، فكانت هذه هي نقطة التحول في حياته، فترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة التي لاتخص الزنوج ..

*الدخول إلى السجن :
➖➖➖➖➖➖
▪️أصيب مالكوم بإحباط شديد دفعه لـترك الدراسة على الرغم من تفوقه، بعد أن أحبطه معلمه المقرب معلم التاريخ، وغيّر هذا الموقف الكثير في عقلية مالكوم الذي قرر أن يترك المدرسة ويذهب للعيش مع أخته، وهناك تغيرت حياته فلم تكن لديه رغبة في الدراسة بل في كسب المال بكل الطرق الممكنة، فتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي كان يعمل بها الزنوج من نادل في مطعم فعامل في قطار إلى ماسح أحذية ثم في المراقص حتى أصبح راقصاً مشهوراً في النوادي الليلية، وهكذا بدأت رحلة الضياع، ثم تدرج نحو حياة الطيش والضياع، فبدأ شُرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات، فقد عاش بعدها حياة صاخبة ماجنة ..

▪️ففي عام 1941م رحل مالكوم إلى مدينة بوسطن في ولاية ماساشوسيتس، حيث عمل في مسح الأحذية هناك وغسل الصحون، ثم عمل في السكة الحديد، وانخرط في عالم الإجرام، ثم انتقل في العام 1943م إلى نيويورك للعمل بها في السكك الحديدية أيضاً وكان عمره واحداً وعشرين عاماً، وعمل في بيع السندوتشات لكنه فُصل من عمله بسبب تعاطيه الكحول والمخدرات فعاد إلي بوسطن عام 1945م، وفي السنة التالية اعتقل عدة مرات بتهمة حمل السلاح والسرقة، بعد هذا تنقل بين عدة أعمال فعمل بائعاً متجولاً، وعاش فترة الحرب العالمية الثانية وشاهد ما خَلَّفته الحرب من خراب ودمار ووقع في جرائم مختلفة، وعاش خمس سنوات في غفلة شديدة، وفي أثناء تلك الفترة أُعفي من الخدمة العسكرية لأنه صرح من قبيل الخديعة أنه يريد إنشاء جيش زنجي، فاتُّهِمَ بالجنون، حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة، إنتهت بدخوله السجن عام 1946م بتهمة السرقة وهو لم يجاوز الواحد والعشرون ربيعاً حيث حوكم بالسجن عشر سنوات، في قضية لسرقة منزل لاتتجاوز فترة السجن للبيض فيها خمس سنوات لإشراكه فتاتين من البيض في عملياته، ولأنه كان صديقاً لفتاة بيضاء وهي جريمة منكرة في ذلك الوقت من تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ..

▪️في بداية أيامه في السجن، بعد أن زجَّ به إلى سجن تشارلز تاون العتيق، وقد كان عنيداً يسب حراسه حتى يحبس حبساً انفرادياً، وتعلم من الحبس الانفرادي أن يكون ذا إرادة قوية يستطيع من خلالها التخلي عن كثير من عاداته، كان مالكوم كعادته متمرداً، حتى تعرف في عام 1947م بأحد السجناء ويدعى بيمبي فتأثر به، الذي كان يتكلم عن الدين والعدل فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس مالكوم، وكان بيمبي يقول للسجناء: (إن مَن خارج السجن ليسوا بأفضل منكم، وإن الفارق بينكم وبين مَن في الخارج أنهم لم يقعوا في يد العدالة بعد)، وأرشده للمكتبة، فقرر أن يستفيد من وقته ويعوض مافاته من تعليم في سنوات طيشه، إنعكف مالكوم على القراءة، كانت البدايات صعبة بسبب ضعفه اللغوي وعدم قراءته لكتاب منذ الصف الثامن، ولكنه قرر أن يبدأ من القاموس فتعلمه وحفظه وأعاد كتابة كلماته في دفاتره ليحسن خط يده، ثم طالع الكثير من الروايات قبل أن يتخصص في الكتب التي كان يسميها الكتب الجادة والـتي تتحدث عن الـتاريخ والأحياء والجيولوجيا وعلم الإجتماع وغيرها من العلوم ..

▪️في عام 1948م أنتقل مالكوم إلى سجن كونكورد وكتب إليه أخوه فيلبيرت أنه إهتدى إلى الدين الطبيعي للرجل الأسود، ونصحه ألا يدخن وألا يأكل لحم الخنزير، وأمتثل مالكوم لنصح أخيه ثم علم أن إخوته جميعاً في دترويت وشيكاغو قد أعتنقوا الإسلام، وأنهم يتمنون أن يُسلم مثلهم، وقد أعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد محمد إلايجا فسعوا لإقناع مالكوم بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل، وأرسلوا إليه الرسائل التي تقول إحداها أن في الإسلام ليس للرجل الأبيض أن يستعبد الأسود فكلهم خلقوا سواسية، فتأمل الرسالة وأعلن إسلامه، فتحسنت أخلاقه وسمت شخصيته وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام، ثم أنتقل مالكوم إلى سجن ينورفولك الذي تميز بأنه مخفف في عقوباته، والذي يقع في الريف ويحاضر فيه بعض أساتذة الجامعة من هارفارد وبوسطن وبه مكتبة ضخمة تحوي عشرة آلاف مجلد قديم ونادر، وفيه زاره أخوه ويجالند الذي أنضم إلى حركة أمة الإسلام هو الآخر ..

▪️بالرغم مما تنطوي عليه حياة السجون عادة من مظاهر للفساد إلا أنها ربما أتاحت له أن يراجع موقفه لاسيما وقد فقد حريته، من هذا المنطلق جعل مالكوم حياته داخل السجن امتداداً لحياته خارجه من تعاطي للمخدرات وممارسة للرهانات إلا أن بعضاً من المناقشات بين السجناء بدأت تلفت انتباهه، ثم ما لبث أن وصله عدة رسائل من إخوته يبلغونه فيها إعتناقهم لدين جديد دين للسود قادر على إنقاذهم وعلى إنهاء عصر سيطرة الشيطان الأبيض، لم يكن هذا الدين سوى أجزاء مبعثرة من دين الإسلام قام رجل أدعى النبوة يدعى إليجاه محمد بالدعوة إليه مؤسساً بذلك جماعة أطلق عليها أمة الإسلام في أمريكا حيث كان مبنياً بالأساس للجنس الأسود من البشر معتبراً أن البيض ليسوا إلا شياطين تحكم الأرض وأن الله هو إله للسود وحسب، فقد كانت تلك الحركة تنادي بأفكار عنصرية منها أن الإسلام دين للسود، وأن الشيطان أبيض والملاك أسود، وأن المسيحية هي دين للبيض، وأن الزنجي تعلم من المسيحية أن يكره نفسه لأنه تعلم منها أن يكره كل ما هو أسود، فكان لديها مفاهيم مغلوطة وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار، فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة وقيمه، أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره، ورغم ما حوته هذه الدعوة من إنحرافات وشذوذ إلا أنه وجد فيها الدعوة التي جاءت لإنقاذ السود وهو أحدهم وقد عانى ما عانى في حياته من فقدٍ لأبويه وضياعٍ لإخوته وبني جنسه ..

إعتناق مالكوم الإسلام :
➖➖➖➖➖➖➖
▪️خلال تلك الفترة إعتنق الكثيرون من أسرة مالكوم الدين الإسلامي على يد شخص كان يدعى إليجا محمد صاحب جمعية "أمة الإسلام" والذي إدعى أنه نبي مرسل للسود فقط ليخلصهم من عذابات البيض، عمل إخوة مالكوم جاهدين ليقنعوه أن يعتنق هذا الدين الذي يحرم الخمر ولحم الخنزير والـتدخين وممارسة الجنس خارج العلاقة الـزوجية، وبعد شهور من رسائلهم قرر مالكوم أن يعتنقه ويبحث عن حقيقة تعاليم إليجا محمد فكتب له رسائل من سجنه وكان إليجا يرد على كتاباته ويجيبه على إستفساراته ويدعوه لتقوية إيمانه ..

▪️أسلم مالكوم على أفكار حركة أمة الإسلام وأتجه في سجنه إلى القراءة الشديدة والمتعمقة فقرأ مواضيع كثيرة خاصة في تاريخ الرجل الأسود، وبعض الأمور التي كونت تفكيره مثل القراءة عن الجينات وكيف أن الرجل الأسود قد يُنتج أبيضاً، ولايمكن لرجل أبيض أن ينتج أسوداً، وزاد قاموسه من الكلمات الإنجليزية أكثر من استطاعة أي رجل عادي، وأنقطعت شهيته عن الطعام والشراب وحاول أن يصل إلى الحقيقة وكان سبيله الأول هو الاعتراف بالذنب، ورأى أنه على قدر زلته تكون توبته، فلم يقاطع المراسلة مع إليجاه محمد طوال فترة إسلامه في السجن إلى أن خرج، ونصحه زميله في السجن بيمبي بأن يتعلم، فتردد مالكوم على مكتبة السجن وتعلم اللغة اللاتينية، كما أنقطع عن التدخين وأكل لحم الخنزير وعكف على القراءة والإطلاع فقرأ آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة، فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته، فبدأ يحاكي صديقه بيمبي المثقف والمتعلم في تثقيف نفسه، ثم حفظ المعجم فتحسنت ثقافته، حيث شرع بنسخ كلمات القاموس كلمة إثر كلمة، فبدا السجن له كأنه مرحلة أعتكاف علمي وانفتحت بصيرته على عالم جديد فكان يقرأ في اليوم خمس عشرة ساعة، وعندما تطفأ أنوار السجن في العاشرة مساء كان يقرأ على ضوء المصباح الذي في الممر حتى الصباح، وقرأ قصة الحضارة وتاريخ العالم، وما كتبه النمساوي مندل في علم الوراثة، وتأثر بكلامه في أن أصل لون الإنسان كان أسود، وقرأ عن معاناة السود والعبيد والهنود الحمر من الرجل الأبيض وتجارة الرقيق، وقرأ أيضاً لمعظم فلاسفة الشرق والغرب، وأعجب بسبينوزا لأنه فيلسوف أسود، فغيرت القراءة مجرى حياته، وكان هدفه منها أن يحيا فكرياً لأنه أدرك أن الأسود في أمريكا يعيش أصم أبكم أعمى بسبب بعده عن القراءة أو التعلم، ودخل في السجن في مناظرات أكسبته خبرة في مخاطبة الجماهير والقدرة على الجدل، وبدأ يدعو غيره من السجناء السود إلى حركة أمة الإسلام فاشتهر أمره بين السجناء، فأكسبته هذه المناظرات العديدة قوة الحجة وفصاحة اللسان، حتى أستطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة داخل السجن، وبدأ يراسل كل أصدقائه القدامى في الإجرام وهو في السجن ليدعوهم إلى الإسلام، فصدر بحقه عفو وأطلق سراحه، فالحكم عليه كان بالسجن لمدة 10 سنوات إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد أن قضى بالسجن 7 سنوات فقط، فخرج من السجن بآراء تتفق مع آراء إليجاه محمد في أن البيض عاملوا غيرهم من الشعوب معاملة الشيطان، فعمل في صفوف أمة الإسلام يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة وشخصيته القوية، راسل مالكوم إليجا محمد وتأثر بأفكارهِ وبدأ يراسل كل أصدقائه القدامى في الإجرام ..

الخروج من السجن :
➖➖➖➖➖➖
▪️خرج مالكوم من السجن سنة 1952م وهو ينوي أن يعمق معرفته بإليجا محمد، فذهب إلى أخيه في دترويت وهناك تعلم قراءة الفاتحة، وأشترى لنفسه حقيبة وساعة يد ونظارة بعد إطلاق سراحه من السجن مباشرة، وقال إن الأشياء التي اشتراها بعد خروجه من السجن هي أكثر الأشياء التي أستعملها في حياته، عمل بعدها مع أخيه في دترويت في محل لبيع الأثاث، وبعد عدة أشهر حضر أحد نشاطات حركة أمة الإسلام حيث خطب إليجا محمد، أنضم بعدها رسمياً إلى منظمته، وتحول إلى حياة الزهد والتعلم، عند ذهابه إلى المسجد، تأثر مالكوم بأخلاق المسلمين، واسترعت انتباهه عبارتان:
«الأولى تقول: إسلام يساوي حرية، عدالة، مساواة والأخرى مكتوبة على العلم الأمريكي وهي: عبودية، ألم، موت» ..

إضافة أسم (الإكس X) لمالكوم :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️بعد خروج مالكوم من السجن عام 1952م غير أسمه إلى مالكوم إكس (Malcolm X) حيث ترمز X إلى عدم معرفته بالأسم الحقيقي لعائلته الأفريقية، فأسمه الحالي جاءه من سيده الأبيض ولم يكن هو الإسم الحقيقي كما يقول في إحدى مقابلاته التلفزيونية :
المذيع : حسنا ما أسمك الحقيقي ؟
مالكوم : مالكوم .... مالكوم إكس ..
المذيع : هل هذا هو أسمك القانوني ؟
مالكوم : أنا شخصياً أعتبره إسمي القانوني ..
المذيع : هل يمكن أن تخبرني عن أسم عائلة والدك ؟
مالكوم : أبي لم يعرف أسم عائلته الحقيقي، أبي أخذ أسم عائلته من جده، وجده أخذه من جده، الأسم الحقيقي لعائلة أجدادي أخذه منهم الـرجل الأبيض عندما سرقهم من أفريقيا، وباعهم عبيداً ثم منحهم أسم عائلة مالك العبيد، وهذا ما نرفضه اليوم ..
و ... (مقاطعة)
المذيع : هل تعني أنك لن تطلعني على الأسم المفترض الممنوح لعائلة والدك ؟
مالكوم : أنا لم ــ ولن ــ أعترف به على الإطلاق !
هكذا جاءت الـتسمية الذكية من مالكوم لتكسبه شعبية جارفة على مستوى أمريكا ..

▪️لقد كان تغيير مالكوم لأسمه من مالكوم ليتل إلى مالكوم إكس (X) كان هذا إجراء معهوداً من قبل المنضوين في تلك المنظمة وهو يرمز إلى الاسم الأخير الذي سلب منهم جراء أستعبادهم على يد البيض، فقد فسر مالكوم الاسم الذي اختاره لنفسه بقوله:
«إن إكس ترمز لما كنت عليه وما قد أصبحت، كما يعني في الرياضيات المجهول وغير معلوم الأصل »

▪️وبما أن السود في أمريكا منفصلون عن أصولهم وجذورهم، فقد فضل مالكوم استخدام إكس على اللقب الذي مُنح لأجداده من قِبل مالكيهم بعد جلبهم من أفريقيا إلى أمريكا كعبيد بدلاً من "ليتل" نظراً لضياع أسم العائلة الحقيقي أثناء فترات العبودية السابقة التي عانى منها أجداده، ولنفس الأسباب قام العديد من أعضاء حركة أمة الإسلام بتغيير ألقابهم إلى إكس لاقتناعهم بآراء مالكوم، كان مالكوم من الأتباع المخلصين لأمة الإسلام وكان على قناعة أن العبودية الأمريكية للزنوج أضاعت الكنى الأصلية للمواطنين السود بعد أن سمّاهم البيض بأسماء مسيحية وقام مالكوم على هذا الأساس بتغيير كنيته، كناية عن ضياع كنيته الأصلية ..

سطوع نجم مالكوم على مستوى أمريكا :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️نظراً لقدرات مالكوم التنظيمية والقيادية والخطابية فقد تدرج مالكوم شيئاً فشيئاً ضمن الجماعة إلى أن أصبح الداعية الأول خلف مؤسس الجماعة في أمة الإسلام يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة وشخصيته القوية حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة، أعتلا مالكوم أعلى المناصب في المنظمة إلى أن تقلد منصب المتحدث الرسمي للحركة، كما يرجع الفضل لمالكوم لازدياد أتباع المنظمة من 500 شخص في عام 1952م إلى 30.000 شخص في عام 1963م، ففي العام 1953م أصبح مالكوم مساعداً لإمام مسجد رقم 1 في ديترويت فأماماً لمسجد رقم 88 في بوسطن، ثم تنقل للعمل في عدة مساجد في مدن أميركية مختلفة، وخلال فترة محدودة استطاع مالكوم إقناع الكثيرين بإعتناق الإسلام ، لقوة حجته وقدرته الخطابية الفائقة، بعدها يدعو الشباب السود في البارات إلى هذه الحركة فتأثر به كثيرون، لخطابه المفوه ذي الحماس الشديد، فذاع صيته حتى أصبح في فترة وجيزة إماماً ثابتاً في مسجد دترويت بعد أن كان مساعد إمام، فتفرغ تماماً للدعوة فكان وقته كله مسخر لها، فقد كان خطيباً مفوها يأسر الألباب، وزادت أهميته على مستوى البلاد حتى أصبح من أشهر السود، وليصبح لاحقاً الشخص الـثاني في جماعة (أمة الإسلام)، وكان ذلك لشخصيتة القوية الذي أكسبته الكثير من المتابعين فلقد كان يتحدث بثقة وإتزان وكانه دكتور محاضر في إحدى جامعات أمريكا المرموقة، لم يكن عاطفياً في حديثه بل كان متزناً مقنعاً لمن يستمع إليه، كان يستحضر أمثلة تاريخية كثيرة تدل على عمق ثقافته ولباقة فهمه، فكان هو المتحدث الرسمي للحركة والشخصية الأبرز فيها فذاع صيته وفتحت كل القنوات أبوابها له ليناظر من يشاء ويشرح فكره كما يشاء، حيث كانت القنوات والصحف والراديوهات تستضيفه بشكل مستمر ليشرح ما الذي يجعل هذه الحركة أقوى من غيرها من الحركات التحررية للسود في أمريكا، وفي العام 1959م ذهب في رحلة طويلة إلى مصر والسعودية وإيران وسوريا وغانا، والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر، وكان من المفروض أن يزور مكة ولكنه إضطر إلى العودة بسبب مرضه ..

▪️لكن وبعد سنوات، أصبحت علاقته بإليجا محمد تتسم بالحذر والشك، إذ أن الـرجل المسن والمريض إليجا أحس بالغيرة الشديدة من تلميذه المفوه رغم أن مالكوم كان دائماً يشيد بأستاذه ويمدحه ويقول هذه تعاليم إليجا وما أنا إلا تلميذ صغير من تلاميذه، أصبحت العلاقة أكثر تشنجاً وخاصة بعد أن وصل إلى علم مالكوم أن إليجا ليس كما يظنه فهو يعاني من مشاكل قضائية كثيرة أهمها أن سيدتين إدعتا أنه غصبهن على مضاجعته وحملتا منه ..

▪️بعدها قرر مالكوم أن يبحث عن الإسلام الحقيقي الصحيح البعيد عن نفاق إليجا، فقرر الذهاب للحج مستلفاً من أخته؛ إذ أنه رغم شهرته وكثرة سفره ومحاضراته إلا أنه كان يضع كل أمواله في خدمة جماعة أمة الإسلام ولم يكن يدخر إلا مايعول به أسرته ..

مالكوم والحج إلى مكة :
➖➖➖➖➖➖➖
▪️لقد تغير نظرة مالكوم إكس للدين الإسلامي، وظهرت في خطاباته عندما عاد لأمريكا بعد أن غير إسمه إلى مالك الشُباز وبدأ يصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامي والتي زرعها (أليجا محمد) في الكثير من المسلمين هناك، وبعد ذهابه للحج تغيرت صورته للإسلام، هذا ليس دينا للسود فحسب بل هو دين للبشر كلهم، أدرك مالكوم أن عليه إعادة النظر في كثير من معتقداته وفلسفته القديمة للحياة ..

▪️بدأ مالكوم في طور جديد من حياته، عندما قرأ كتاباً في تعاليم الإسلام وعن فريضة الحج فأدى فريضة الحج (لأول مرة وآخر مرة) في سنة 1379م هـ الموافق عام 1964م، ورأى أن الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج بها ألوان مختلفة من الحجيج، فعلِمَ أن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط، كما كان يعتقد، بل هو دين لكل البشرية، قضى بمكة اثنى عشر يوماً ورأى فيها المسلمين بيض وسود كلهم على قلب رجل واحد وبينهم المساواة والمحبة، ولم يكن بينهم أي تمييز، فرأى الإسلام الصحيح عن كثب وتعرف على حقيقته وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه، كما تعلم هناك الصلاة الصحيحة التي كان يجهلها تماماً، ورأى الحجيج بعضهم شديدي البياض زرق العيون، لكنهم مسلمون ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيداً عن سرطان العنصرية، تأثر مالكوم تأثراً شديداً بمشهد الكعبة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين ويقول في ذلك:
« في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها»

▪️لقد ترك الأستقبال الذي حضي به من قبل الملك فيصل رحمه الله، ترك الأثر الكبير في نفسية وشخصية مالكوم إكس، حيث تعرّف على الوجه الحقيقي للإسلام، وتعرف على أناس مسلمين كثر ليسوا سود، فقد كان يعتقد، كما تعلم من أليجا محمد أن الإسلام دين للسود فقط، وأن الـرجل الأبيض يأتي مضاد للدين الإسلامي ..!!

▪️يقول في رسالته لزوجته ((إنني أحظى بتكريم لم أحظ به في حياتي، من يصدق أن كل هذا يغدق على رجل أسود ؟! ))

▪️بعد هذه الرحلة غير مالكوم أسمه إلى الحاج مالك الشُباز، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاماً، فتلك الصورة التي رآها في الحج غيرت مفاهيمه بإنشاء أمة مسلمة تتكون من السود والبيض معاً، وهو عكس دعوة جماعة أمة الإسلام - فعاد برسالة جديدة يدعو فيها جميع الأعراق والأجناس إلى التعايش بسلام، وعاد باسم جديد كذلك هو الحاج مالك الشُباز الذي يشير إلى أصوله الأفريقية ليتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا ناشراً فهمه الصحيح للإسلام ..

الدعوة إلى الإسلام الصحيح :
➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️بعد عودته قرر الحاج مالك الشُباز أن يدعو إلى دين الإسلام الحق، دين الـتسامح والأخوة بعيداً عن خزعبلات إليجا محمد وجماعته العنصرية، مما أشعل الحرب بينه وبين أستاذه الذي قرر طرده من أمة الإسلام وهدده بالقتل إن لم يتوقف عن تشويه صورة إسلام إليجا، ولكن مالكوم لم يهتم بهذا وقرر أن يدعو لتعاليم الإسلام من التسامح والمساواه فكثر أتباعه من السود والبيض ..

▪️لقد كان خطاب مالكوم الجديد لم يكن كسابق عهده، فهو لايميز بين البشر حسب ألوانهم بل حسب أخلاقهم ، ولكن الإعلام الأمريكي غير هو أيضاً من نظرته للرجل، وبدأ في شن حملة تشويهية ضده فوصفوه بأنه يريد إشعال حرب دينية في أمريكا وبأنه يسعى لإثـارة ثورة بين السود، رغم أن هذا ليس ما كان يدعو إليه شُباز إطلاقاً، والعجيب أنه عندما كان عنصرياً يطالب بالحكم الذاتي للسود وبولاية مستقلة لهم بأي شكل ممكن، كان الإعلام يمجده ويمدحه على أنه ثوري يريد إنقاظ السود، أما مالكوم الجديد والذي يدعي أنه يريد إنقاذ أمريكا من العنصرية من خلال الإسلام فهو شخص متشدد يجب الحذر منه ..

نهاية متوقعة للداعية المسلم ..

قتل مالكوم إكس (مالك الشُباز) :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️أصبح الكل ضد مالكوم إكس، الإعلام والـبيض من جهة وجماعته السابقة بقيادة إليجا من جهة ثانية، فكان يلقى التهديدات بالقتل من كل الجهات، وبتنامي الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، قامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، حتى أنه في بداية 1965م كان واثقاً بأنه لن يعيش إلا لشهور قليلة وطلب من الشرطة حمايته وأسرته ولكن لم يهتموا لطلبه، وفي 14 فبراير 1965م تم حرق بيته بأمر من "أمة الإسلام" ولكنه نجى هو وأسرته المكونة من زوجته وأطفالهم الستة عطا الله، قُبيلة، إلياسا، جميلة، مليكة، ملاك بإعجوبة، بعد أن تخاذلت الشرطة في حماية مالكوم إكس، مع تأكيد أحد عملائها المندس في جماعة (أمة الإسلام) بأن الجماعة تخطط لقتله، وفي تاريخ 21 فبراير 1965م أثناء إلقائه خطبة في أجتماع حاشد في حي هارلم في نيويورك تم أغتياله واقفاً وهو يحاضر في نيويورك، وفي حضور زوجته وأطفاله، حيث صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، وخلال المحاضرة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها، وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل يدعى توماس هاجان من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره، وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلاً، أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسده لـتختلط الدماء بالدموع ليلقى مصرعه على الفور، وتم القبض على القتلة الذين تبيّن أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام، ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر من إليجا محمد بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم فلم يُدَن إليجا محمد بشيء، وتوفي شهيداً عن عمر يناهز الأربعين، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..

الأفراج عن قاتل مالكوم :
➖➖➖➖➖➖➖
▪️قامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكب الجريمة توماس هاجان وثارت عدة نظريات تقول بأن أغتيال مالكوم إكس كان مؤامرة وقف وراءها مروجو المخدرات أو الإف بي آي أو السي آي ايه، لكن من الراجح أن هذه العملية كانت من عمل منظمة أكبر من منظمة أمة الإسلام، فمالكوم إكس قد تدرج في منظمة أمة الإسلام وهو يعرف مقدرتها وهذا كان أكبر من قدراتها ..

▪️جاء في موقع ويكيبيديا بإنه في أبريل عام 2010م أطلقت السلطات الأمريكية سراح توماس هاجان قاتل مالكوم إكس من سجن نيويورك بموجب عفو بعد 45 عاماً من حادثة الأغتيال، وكان توماس هاجان البالغ من العمر 69 عاماً هو الشخص الوحيد الذي أعترف بدوره في أغتيال مالكوم، أعترف هاجان بأنه أطلق النار على مالكوم إكس أثناء إلقائه خطبة في حي هارلم عام 1965م لكنه أصر على أن الرجلين الآخرين المدانين معه في نفس المحاكمة لاعلاقة لهما بالأمر وتمسك الرجلان الآخران بأنهما بريئان، فأطلق سراحهما بموجب عفو في الثمانينات من القرن الماضي، وتقدم هاجان الذي أبدى الندم على فعلته مراراً بستة عشر طلباً للعفو خلال سنوات سجنه لكن لم يستجب لطلبه إلا في شهر مارس 2010م، يذكر أن السلطات الأمريكية قد سمحت لهاجان بقضاء خمس ليال في الأسبوع في منزله خلال السنوات الاثنتين والعشرين الأخيرة من فترة سجنه ..

▪️بعد وفـاة مالكوم نشرت الصحف خبر مقتل لمتطرف، وإستمر الإعلام في طمس صورة مالكوم الثوري الذي ناضل كثيراً من أجل حقوق السود والمستضعفين، والمفارقة هي أنهم صوره على أنه متطرف رغم أنه كان ضحية لـتطرفهم وإرهابهم العنصري، وبعد وفـاة مالكوم لم ينصفه أحد سوى كاتب سيرته الذاتية أليكس هايلي الذي عمل لسنوات مع مالكوم على هذا الكتاب لـنقـل قصته وبكل مصداقية بدون تجميل أو تلميع، فبيعت أكثر من 6 ملايين نسخة من السيرة الذاتية لمالكوم إكس في 10سنوات فقط بعد أغتياله، ويستمر إلى يومنا هذا وبعد مرور نصف قرن ليكون نصاً ثورياً مهماً لكل من يريد أن يغير ويتغير في مجتمع ظالم يحرم أفراده من حقوقهم ..

▪️كانت وفاة مالكوم إكس نقطة تحول في سير حركة أمة الإسلام حيث تركها الكثيرون والتحقوا بجماعة أهل السنة وعرفوا دينهم الحق، وتغيرت كثير من أفكار الجماعة خاصة بعد رحيل إليجا محمد وتولية ابنه "والاس محمد" الذي تسمى بـ "وارث الدين محمد" فصحح أفكار الجماعة وغير اسمها إلى البلاليين نسبة إلى الصحابي بلال بن رباح، وجعل المسلمين السود الأمريكيين أقرب ما يكونوا إلى تيار الإسلام الوسطي وكان كل ذلك صدى لأفكار ودعوة مالكوم إكس، وبعد شهر واحد من أغتيال مالكوم إكس أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوماً قانونياً ينص على حقوق التصويت للسود وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو - كلمة إنكليزية تعني الزنجي وتعتبر إهانة في الغالب التي كانت تطلق على السود في أمريكا ..

▪️تم إنتاج فيلم مالكوم إكس عام 1992م وأخرجه المخرج سبايك لي، يدور حول سيرة حياة مالكوم إكس، كان هذا الفيلم هو أول فيلم غربي يقوم بتصوير بعض المشاهد في مكة المكرمة، بإذن من الهيئة الشرعية، وقد تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في كل من الولايات المتحدة ومصر وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية، تلقى الفيلم ترشيحين لجائزة الأوسكار عام 1993م ..

▪️تم أختيار تاريخ 19مايو هو يوم مالكوم إكس من كل عام ليكون مخصصاً لهذه العطلة السنوية، وأحياناً تكون في يوم الأحد من الأسبوع الثالث في شهر مايو هو يوم عطلة رسمي في ذكرى ميلاده في كل من ولاية كالفورنيا وفي ولاية جورجيا وفي العاصمة واشنطن، تخليداً وتكريماً لمسيرته ..

▪️تم إطلاق أسم الحاج مالك الشُباز على مسجد رقم 7 في حي هارلم في نيويورك، وهو أول مسجد مارس فيه مالكوم إكس الدعوة إلى الإسلام والذي تم تفجيره بعد إغتياله، تم إعادة بنائه من قبل بعض المسلمين في الحي، تكريماً وتخليداً لجهوده ..

▪️في عام 1972 تم إطلاق أسم مالكوم إكس على مدرسة للتعليم الثانوي في ولاية نيو جيرسي تكريماً وتخليداً لسيرته وجهوده ..

▪️في عام 1969م تم رسمياً من قبل حكومة ولاية شيكاغو تغيير أسم كلية ثيودور هرتزل (مؤسس الحركة الصهيونية من عام 1934م) إلى كلية مالكوم إكس تكريماً لجهوده ونضاله في سبيل العدالة الاجتماعية وحقوق السود في التعليم والتجارة والمساواة والكرامة ..

▪️أخيراً أقول شخصية مالكوم إكس ..أو الشهيد الحاج مالك الشُباز شخصية غير عادية، بل هو رمز من رموز الحرية وملهم لملايين الشباب من المسلمين في عدم الرضوخ والخنوع للظلم، ومثال كبير على الداعية الإسلامي الذي يبحث عن الحق ويموت في سبيله ..

▪️والـسؤال المطروح هنا :
لماذا يتسابق الكثير من الـشباب حول العالم وفي الدول العربية والإسلامية على إرتداء قـمصان تحمل صورة المناضل (جيفارا) كقدوه للشباب الـثائر بينما تختفي صورة وأسم مالكوم إكس أو الشهيد الحاج مالك الشُباز الـذي قتل واقفاً ..

المصدر:
(1) مالكوم إكس/ موقع ويكيبيديا
(2) قصة الداعية الأمريكي المسلم الثائر مالكوم إكس/ المدونة الثقافية: