الوطن العدنية/كتب/د. أنور الصوفي
أيام حكم علي عبدالله صالح كنا نشارك في اختيار من يمثلنا، وكنا ندلي بدلونا في الاختيار، وبعد ذلك ربما يغيرون الصندوق أو يضيفون فيه، أو غير ذلك، ولكن كان يُعطى لنا مساحة من المشاركة، أما اليوم في مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تم تهميش الصحفيين والإعلاميين وتم إعداد الأسماء، ولم يستدعونا إلا لشرعنة تلك الأسماء مع احترامي لكل تلك الأسماء التي تم اختيارها، ولكن العتب كل العتب هو ممارسة اشربي وإلا ذبحتش، أي ارفع يدك أو لا ترفع فالأمر محسوم، وأهم شيء أن القاعة متروسة ومليانة على الآخر.
اليوم رفعت يدي عند دخولي القاعة، وسألني أحد الأخوة الإعلاميين عن السبب، فقلت له: سيطلبون منا رفع الأيدي، وها أنا أسبقهم في ذلك.
عندما تم قراءة الأسماء لم نسمعها بشكل واضح، وطلب منا رفع الأيدي، ورفع بعضهم أيديهم، وعندما رفعنا أيدينا بالمعارضة وعدم الموافقة حتى نستبين الأسماء، قالوا ارفعوا أيديكم لننظر وعندما رفعنا أيدينا تم العد، وعندنا اتضح أن العدد كبير تم إعلان فوز المذكورة أسمائهم بالغالبية، وهذا خنق، وتكميم لأصوات الإعلاميين.
اليوم في المؤتمر الأول تم تكميم أفواهنا، ولم ننطق بكلمة طوال فترة المؤتمر ولم نشارك إلا في رفع الأيدي، وملء القاعة، فعجيب كيف سندافع عن القضية ونحن لم نستطع الدفاع عن صوتنا؟!
على العموم فاز من فاز وانفض المولد، وانتهى المؤتمر، ويبقى السؤال المهم، هل سيتحول الإعلاميون الجنوبيون إلى كراكيس، وأراجيز يحضرون ويبتسمون، ويشربون ويأكلون، ويرفعون أيديهم للتصويت، وهم لا يدرون لمن صوتوا؟ متى سنرتقي في ممارستنا لهامش الديمقراطية الممنوح لنا.
لماذا منعنا حتى من المشاركة في اختيار الأسماء؟ لماذا لم يستشرنا أحد في كيفية اختيار الأسماء؟ لماذا لم يطلعنا أحد على الأسماء قبل قراءتها؟
على العموم سنظل خلف القضية الجنوبية، كما كنا وسنظل، فقد كنا في وسط الساحات وعلى منابر الخطابة في الساحات، وعلى صفحات الصحف والمواقع، وسنظل كذلك، وقد نالنا الأذى، لكننا صبرنا، وسنصبر حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، وسنظل نكتب عن سلبيات المؤتمر التي طغت على إيجابياته حتى يتم تصحيح الإعوجاج.
مبارك للأسماء التي رفعت لها بعض الأيدي، ومبارك لكل من تحرر، وقال رأيه خارج القاعة بعدما تم تكميم الأفواه داخل القاعة.