الوطن العدنية/حافظ الشجيفي
في مشهدٍ يثير العديد من التساؤلات حول استراتيجية اجراآات الأمن في العاصمة عدن، قام مدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي، بإصدار قرار مفاجئ بإيقاف النقيب أمجد الصبيحي، مدير قسم شرطة التواهي، عن عمله.حيث لم يأتي هذا القرار مبررًا بأسباب واضحة، مما أثار قلق الشارع العدني وأبناء التواهي، الذين يعرفون جيدًا كفاءة الصبيحي وحسّه الأمني العالي.
فالنقيب أمجد الصبيحي احد القادة الأمنيين البارزين في عدن. فقد استطاع بفضل مهاراته والتزامه العالي أن يحقق استقرارًا في مدبنة التواهي، التي شهدت خلال فترة قيادته تحسنًا ملحوظًا في الوضع الأمني.اذ تعتبر هذه المدينة واحدة من المدن الحيوية التي تعكس الملامح العامة للأمن في عدن، حيث استطاع الصبيحي بالتعاون مع زملائه أن يبثوا شعورًا بالأمان والهدوء بين سكانها.
ورغم أن القرارات العسكرية والأمنية تُتخذ بناءً على معلومات وتقديرات خاصة، إلا أن إيقاف شخص بحجم الصبيحي دون تقديم أسباب واضحة لهذا الاجراء خطوة لاقت الكثير من الانتقادات. فالصبيحي ليس مجرد ضابط، بل يمثل رمز من رموز الجهد الأمني الوطني، الذي يستحق التكريم والتحفيز وليس الإقصاء.
بالتأكيد، نعلم أن اللواء مطهر الشعيبي، بسجله الحافل في الخدمة العامة، لن يقدم على خطوة كهذه دون وجود أسباب ودوافع موضوعية. ومع ذلك، فإن أي خطأ من الممكن ان بكون قد ارتكبه الصبيحي لا ينبغي أن يمحو الجهود الكبيرة التي بذلها في تعزيز الاستقرار بالمدينة. ومن هنا، نتساءل: هل يُدرك المعنيون عواقب هذا القرار على أمن عدن بشكل عام؟
تأثير قرار ايقاف النقيب امجد الصبيحي على الأمن سيكون واضحًا، إذ إن زعزعة الثقة بين عناصر الأمن والمواطنين سيؤدي بلا شك إلى تدهور الوضع الأمني. لإن أي استقرار يُبنى على علاقة جيدة بين قوات الأمن والمواطنين لا يمكن أن يتحقق دون وجود قادة حقيقيين كأمجد الصبيحي، الذين يفهمون جيدًا تعقيدات الوظيفة الأمنية وكيفية التعامل مع التحديات.
لذا، نأمل من اللواء مطهر الشعيبي أن يُعيد النظر في هذا القرار الذي يبدو مجحفًا. فبدلاً من التشديد على العقوبات والإقصاء، يجب معالجة أي أخطاء أو اختلالات عبر قنوات قانونية وإدارية أكثر فاعلية ومن باب الإنصاف. فان الصبيحي، الذي عرف بالأخلاق العالية والالتزام الوطني، والحس الامني العالي والكفاءة في تادية.مهامه يستحق التشجيع والتحفيز وفرصا اكثر في العمل.
في الاخير، فاننا نطمح إلى أن تسود الحكمة في اتخاذ القرارات وضرورة البحث عن الحلول بدلاً من النهج القائم على الإقصاء. فالأمن يحتاج إلى رؤية متكاملة وعزيمة مشتركة لضمان استقرار مدينتنا المظلومة.