عربية وعالمية

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - الساعة 04:34 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

في تحرّك أمني مهم، نفّذت قوات جهاز الأمن العام في سوريا حملات متزامنة أسفرت عن اعتقال عدد من أبرز شبيحة بشار الأسد، المتورطين بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين السورييين، خلال السنوات الماضية.

وبدأت سلسلة الاعتقالات من العاصمة دمشق، حيث أعلنت مديرية أمن ريف دمشق القبض على المجرمين لؤي علوش ويحيى علوش، المتورطين في سلسلة جرائم قتل طالت مدنيين في منطقتي معضمية الشام وداريا، ونُشرت صورهما عقب إلقاء القبض عليهما.

وفي الساحل السوري، أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية القبض على المجرم محمد جودت شحادة في قرية عين البيضا.
شحادة، أحد قيادات الفرقة 25 سابقاً، متهم بالمشاركة في ارتكاب مجازر موثقة بحق الشعب السوري، وقد أظهرت صور متداولة تمثيله بجثامين المدنيين.

بالتزامن مع ذلك، نفذت مديرية أمن حمص عملية نوعية أسفرت عن اعتقال مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا "الدفاع الوطني"، مدعومة من ميليشيا حزب الله اللبناني، بعد تورطها في تصفية نحو 17 مدنياً ذبحاً بالسكاكين في محافظة حمص. وأكدت وزارة الداخلية أن التحقيقات مستمرة مع المجموعة، تمهيداً لإحالتهم إلى النيابة العامة.

ومن بين أبرز المعتقلين، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على اللواء عساف عيسى النيساني، أحد كبار الضباط الميدانيين المتورطين بارتكاب جرائم حرب. تقلّد النيساني مناصب عسكرية بارزة، أبرزها قيادة العمليات العسكرية في وادي الضيف وإدارة المدفعية في جبل الأربعين، إلى جانب دوره في قمع المدنيين في كفرنبودة وحماة، حيث كان أحد أبرز أذرع اللواء سهيل الحسن.

كما ألقت قوات الأمن القبض على كامل عباس، المعروف بلقبه "أبو حيدر ماريو"، أحد المشاركين في مجزرة حي التضامن الشهيرة التي هزّت الضمير الإنساني عام 2013. وسبق أن وثقت مشاهد مصورة دوره إلى جانب الضابط أمجد يوسف في تنفيذ تلك الجريمة.

وفي تطور آخر، لقي العميد الطيار المجرم علي شلهوب مصرعه خلال اشتباكات مع قوى الأمن في حي وادي الدهب بمدينة حمص أثناء محاولة اعتقاله. شلهوب، أحد أبرز منفذي الهجمات بالبراميل المتفجرة ضد مناطق مدنية، تولّى مهاماً ميدانية في عدة مطارات عسكرية منها تفتناز وحماة وقاعدة حميميم.

وفي اللاذقية أيضاً، أعلنت مديرية الأمن إلقاء القبض على عروة سليمان، المطلوب بتهم جرائم ضد المدنيين، والذي أثار غضباً واسعاً عام 2019 بعد ظهوره في مقطع مصور وهو يعذب رجلاً مسناً من أهالي قلعة المضيق بطريقة مهينة.

وشملت الحملة كذلك القبض على تيسير محفوض، أحد ضباط فرع الأمن العسكري "215"، الذي تورط بتغييب أكثر من 200 شخص من سكان أحياء المزة وكفرسوسة بدمشق. وأفاد المقدم عبد الرحمن الدباغ، مدير مديرية أمن دمشق، أن عملية الاعتقال جرت بعد متابعة استخباراتية دقيقة بالتعاون مع أمن طرطوس.
وأكدت وزارة الداخلية السورية أن جميع المعتقلين سيُحالون إلى القضاء المختص لينالوا الجزاء العادل وفق القوانين المحلية، مشددة على استمرار الجهود الأمنية لملاحقة كل من تورط في الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين على مدى السنوات الماضية.

وتيسير عثمان محفوظ هو ضابط سابق في جهاز المخابرات العسكرية السورية،و شغل منصب مسؤول الدراسات في سرية 215، المعروفة أيضًا باسم "سرية المداهمة والاقتحام".

وتُعد سرية 215 واحدة من أكثر الفروع الأمنية السورية شهرةً بسوء السمعة. وفقًا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان "الهولوكوست السوري"، كان الفرع مسرحًا لأبشع أساليب التعذيب المنهجي، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن خمسة معتقلين يوميًا بسبب التعذيب. كان الفرع يقع في حي كفر سوسة بدمشق، وكان يحتوي على ما لا يقل عن 7500 معتقل، تعرضوا لأشكال متعددة من التعذيب، بما في ذلك الضرب المبرح، الصعق الكهربائي، والتعليق لفترات طويلة. كما أشار التقرير إلى أن الفرع كان من أقل الأفرع الأمنية التي ينجو منها المعتقلون.