آخر تحديث للموقع : الأحد - 14 سبتمبر 2025 - 08:00 م

الفنانيين العرب....غياب أم تغّييب..؟

مقالات وآراء


الأحد - 14 سبتمبر 2025 - الساعة 08:00 م


الوطن العدنية/مقال لـ”عبدالرحمن الشيباني”
بينما تقوم اسرائيل بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ،تاتينا اخبار سمجه تعكس مستوي الانحطاط الذي تعيش هذه الأمة، فالمتابع العربي لم تعد تعنيه مشاهد القتل والتجويع في غزة، اكثر ما تعنيه متابعه مباراة كره القدم ،وحفلات الترفيه الماجنه ،وفستان زفاف هيفاء المثير للغرائز، حيث جُعل منه مادة دسمة للتناول والتعليقات، التي تظهر حجم الخيبات التي نعيشها اليوم.

وليت اقتصر الأمر عند هذا الحد، فقبل أشهر شاهدت فنان يطلق علية اسم ( الهضبة!!!) ظهر في احدي حفلاته بأحد الدول العربية مثبتا ذيلا علي موخرته( تصوروا) ، ولاندري ما الفائدة من أن يضع فنان مشهور يتقاضي آلاف الدولار ذيلاً، ويظهر بهذا المستوىالبهائمي.

أما الاهتمام لدي المُتلقي العربي مؤخرا هو ما كشفته الفنانة السعودية أسيل عمران ،عن خضوعها لعملية تجميد البويضات، وهو القرار الذي أثار جدلًا واسعًا وعرّضها لموجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي،ومشاكل شيرين مع زوجهاثم مع محاميها وتعرض الفنانة إليسا للاحتيال وتصريحات الممثلة بدريه طلبة وطلاق فلان وفلانه وخيانة فلان للبطلة الفلانية اوالعكس .. ..الخ ولا ننسي هنا ان نعرج علي مرض أنغام والتعاطف الكبير معها( ماذا بشأن الغزاوين هنا ..انهم يموتون الايستحقون التعاطف )
هكذ يبدوا المشهد ليستمر الاستهبال، والذهاب بعيدا عن واقع الأمة المزري والمخيف والانشغال بالتفهات .

فكثير من الفنانين العرب لم نسمع عنهم تصريحات تُندد وتستنكر وتتضامن مع الشعب الفلسيطني، إخوتهم بالدين والعروبة والمصير مقارنة بالفنانيين الاجانب ،الذين اظهروا موقفا متقدما مقارنه بهولاء مثل انجولي جولي ، وبالرغم من اللوبي اليهودي المتغلل في صناعة السينما الأمريكية، إلا ان هولاء استمروا في مناصرتهم لفلسطين وادانوا اسرائيل، في الوقت الذي يعرفون الثمن الفادح الذي سيدفعونه لاحقا ،كما حصل مع ميل جيبسون بعد فيلم الآم المسيح، وكذلك مع الممثلة ميليسا باريرا بحجة معاداة السامية ،التي اصبحت سيفا مصلطاً علي كل من ينتقد اسرائيل.

ولم يقتصر ادانه مشاهير الفن والأدب في أمريكا بل ايضا فناني وادباء بريطانيا حيث وقع اكثر من 2000فنان بريطاني ،في رسالة قالوا فيها ان إسرائيل حوّلت غزة أنقاضاً، وشبح الموت يخيّم على المنطقة.

واظافوا في رسالتهم " ان إسرائيل قطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني، والآن، وبعد تعرّض مئات الآلاف للقصف من الجوّ والبحر والأرض، يُطلب من الفلسطينيين مرة أخرى، الذين أُجبر أجدادهم على ترك منازلهم تحت فوهة البندقية، أن يهربوا أو يواجهوا عقاباً جماعياً على نطاق لا يمكن تصوّره. لقد جُرّدوا من حقوقهم، ووصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم (حيوانات بشرية) ومن بين الموقعين تشارلز دانس، وبيتر مولان، وستيف كوغان، وميريام مارغوليس، تيلدا سوينتون وفق موقع «إندبندنت» البريطاني.

لقد انحاز هولاء لإنسانيتهم ورفضوا الظلم ،في الوقت الذي لم نري نجوم .".الفن العربي" يكتبوا تغريدة او يوقعون عريضة إدانة او تصريح يتضامنون مع اخوانك في غزة ؟ صامتون صمت القبور... خائفون ...مهادنون ..مُتراجعون ..إلا القليل منهم ، من حقنا هنا ان نتسائل ،ونقول إلا تتحركك ظمائركم مما يحدث، وانتم تقفون علي خشبة المسرح لتغنوا وترقصوا "بالسنتيانات" !والإجساد العارية، واطفال ونساء غزة يموتون جوعي، وتهدم بيوتهم علي رؤسهم ،ألم تغني فيروز لفلسطين ولبنان ولمصر ولدمشق والإسكندرية ولمكه ايضا، وفعلها محمد عبدالوهاب وام كلثوم وعبدالحليم حافظ والآن لطفي بوشناق ومرسيل خليفةوجوليا بُطرس ، عندما كان الفن رسالة وموقف خرجوا هولاء يعبرون بفنهم ،عن قضايا امتهم وخلدوا اسمائهم بفنهم الاصيل المنحاز لقضايا الناس، لذلك مازالت أعمالهم خالدة لانها نابعة من وعي ومسؤولية والتزام مهني واخلاقي، مما اكسبهم احترام الجماهير ، هل اصبح الفن العربي انعكاس لحالة التردي التي نعيشه وتعبير صارخ عما تريده الأنظمة العربية المتخادلة، اوليسي الفن نوع من انواع التمرد والاحتجاج والرفض ، نعم لقد تواري الصغار بعدما مات الكبار،لكِ الله يا غزة..
عبدالرحمن الشيباني








اهم الاخبار - صحيفة الوطن العدنية