مقالات وكتابات


الأربعاء - 26 فبراير 2020 - الساعة 08:41 م

كُتب بواسطة : ضياء سروري - ارشيف الكاتب



لاول مرة في عمري المهني اسطر مقال لا علاقة له بوطني الام، كنت افضل دائما ان اتقوقع واهتم فقط في أمور بلدي ومشاكلها التي لا تنتهي ، لكنني اليوم اردت ان اتحدث وبقوة بعد أن استمعت ورايت اصداء رحيل الرئيس الاسبق مبارك . قد يكون كلامي خاص نوعا ما لكن في طيات سطوري الكثير من الشواهد تؤكد أن لمصر الريادة دائما في تقديم الدروس والعبر .

اعذروني قبل اي شيء فأنا مضطرة لكتابة سطوري بأسلوب سهل وبسيط لكي يستطيع ابنائي ادراكه جيدا ، فمنهم من لم يصل لسن الإدراك الكامل بعد .

انا المواطنة ضياء محمد علي ، يمنية الجنسية ، لم احمل يوما جنسية اخرى ولم اطلب او حتى افكر في ذلك .
عشت ربع قرن واكثر في أرض الكنانة ، زوجة وام ، كنت دائما ازرع في قلب ابنائي حبهم واخلاصهم لوطنهم، وكنت امدهم بوقائع تاريخية تجعلهم يفخرون بانهم ابناء حضارات، الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليمنية القديمة . ميزة يتمتعون بها دون غيرهم .

كبروا ابنائي وهم على يقين بان المحافظة على الارض كالمحافظة على العرض، احبوا عدن كثيرا ، لكن مصر لها مكان اغلى واعمق في قلوبهم .

ابنائي شهدوا ثورات مصر الأخيرة، وكنت أصر على وجودهم في الميادين رغم صغر سنهم . لم نشارك في مظاهرات ٢٥ يناير لكننا كنا على يقين كامل بثورة ٣٠ يونيو .
مرت سنوات كثيرة ، كبروا اولادي وحضروا خبر وفاة الرئيس مبارك ، جلسنا ننظر لبعضنا دون أن ننطق بكلمة .
رأيت مئة سؤال واستفسار في أعينهم، وبطبيعة الحال فانا مطالبة بالرد المتعمق الواضح . لكني اخترت الصمت ليرى ويسمع أولادي الإجابة من دولتهم، وطنهم، قادتهم، حكومتهم، مجلسهم النيابي .
ولم تمر إلا ساعات قليلة وقد كانت الاجابات لجميع أسئلتهم منشورة على وسائل الاعلام المصرية .

قد نعجز نحن اولياء الامور احيانا في نقل مشاعر جميلة وقوية لاولادنا تبقى معهم حتى ينتهي بهم العمر . خاصة مشاعر الوطنية والشموخ والكبرياء والعز في ظل دولة قوية واصيلة كمصر .

لم تهاب الادارة المصرية من عواقب قراراتها الخاصة برحيل الرئيس مبارك ، بل اهتمت بتكريم رجل الحرب والسلام .
لم تنسى يوما ما فعله مبارك، ولم ترضى بعتاب التاريخ لها وعقابه .

اعتراف واحترام الجيش لقائده درس يجب أن يستفيد منه الجميع
وخاصة نحن أبناء الشعوب العربية ، أما الولاء فللارض والشعب اولا واخيرا .

شكرا جيش مصر
شكرا رئيس مصر
شكرا حكومة مصر

فقد زرعتم اليوم في عقول وقلوب اولادي معنى كبير للوطنية والاخلاص والتقدير والعرفان والاحترام لمن وهب حياته لأجل وطن سيشهد تاريخه في يوم من الأيام بما له وما عليه ..