الأحد - 08 مارس 2020 - الساعة 04:42 م
اعيدوا لي الدرويش والجنيدي ومرمش والعنبوري ووضاح الشهادة ، اعيدوا لي عنفوان الثورة ، وأيام التضحيات وسنين النضال والدماء التي روت ساحات العروض وفرزة الهاشمي وساحة كريتر .
اعيدوا لي عدن بأمنها وأمنها وسكينة أهلها وناسها الطيبون المسالمين ، اعيدوها لي مثل ماكانت حمامة سلام تحلق فوق قلعة صيرة وتعانق شموخ جبل شمسان والصهاريج وسواحل أبين والعشاق ورمال الساحل الذهبي .
اعيدوها مثل ماكنت كغصن زيتون أخضر ناصع الجمال والسعاده الدائمه .
أبحث عن عدن بين الأرصفة وعلى قارعة الطرقات واللاحق وجها الجميل في اضواء السيارات ، وفي مخيلت الماضي والذكرى الجميلة التي تسيطر وتستحوذ على زوايا المكان .
أين تلك المدينة وأين أهلها ورجالها الذين كانوا يقبضون عليها بكل أعضاء اجسادهم وجوارح حواسهم البشرية .
أين وعودكم لنا .. أين الشعارات والأقاويل التي تمخضت وتلاشت واصبحت واضحت " فار " وقع في الفخ بعد أن ركض خلف طعم وفتات هزيل .
أين ثمن دمائنا ، وفاتورة تضحياتنا ، وانين واوجاع واهات جروحنا وجرحنا وقبل كل ذلك والأهم من ذلك أين ( عدن ) .
مانعيش تحت سماءها اليوم ونستظل بأوجاع قهرها ليست عدن ولن تكون عدن ورجالها الموعودة والتي انتظرنا حضورها وتواجدها أبداً واطلاقا لن تكون هي وليس كذلك .
ماذا فعلتوا بعدن أيها الفاتحون .. ماذا حصل في عدن أيها الثوار الجدد وحاملون مشعل التنوير والتجديد ومعاول البناء والأعمار .
أننا في عدن ولكن عدنكم أنتم وحدكم التي تغردون بها بمعاول الهدم والتدمير وبراية القتل والبلطجة وحكم الغاب البربري الهمجي .
ماذا تفعلون وماذا تحصدون وماذا تجني اياديكم الملطخة بالدماء وسفك الأبرياء في الأرصفة وعلى قارعة الطرقات وفي واضح النهار .
ماذا فعل بكم الصبيحي والجنيدي حتي يقتلون بدم بارد هكذا ، ومالذي يزعجكم من كلمة " دلا " ولماذا تخيفكم هكذا وماسبب تجاهلكم لكل مقدسات وطقوس المدينة والعاصمة عدن .
اعيدوا لنا عدن ورجالها ، واخلعوا منها ثوب القتل والبلطجة والعنجهية والبربرية .
اعيدوا لنا عدن بالبدلة المدنية الحضارية وانزعوا منها البزة العسكرية المتغطرسة التي تحاول التمرد والخروج على المدنية والسلام وقناديل الوئام .
اعيدوا لنا عدن واخرجوها من ثقافة الطقم والعسكري الذي يرتعب من كلمة" دلا ".