مقالات وكتابات


الجمعة - 05 فبراير 2021 - الساعة 01:25 م

كُتب بواسطة : علي ظبية العولقي - ارشيف الكاتب



قصة من الريف طريفة يحكيها لي أحد الأصدقاء ، قال كان رجل كبير السن يسمى عوض يسكن احد ارياف المناطق الجنوبية وكان مشهور بقلة العقل من صغره وكان كثيراً ما يوبخه ابوآه وإخوانه لقلة الفهم عنده وعدم الإستيعاب ، حتى مرت السنون والايام وبلغ مبلغه من العمر ولكن ما زال يملك ذاك العيب الذي يعانيه منذُ الصغر وكان محض انظار الصغار والكبار في الضحك والإستهتار ، وقد تزوج ورزق بولد اسماه عوض ايضاً لكي يُكنا عوض بن عوض وقد قررت الام العجوز أن يكون ابنها ذو شان وذو علم عكس اباه وقد اخبرت الاخ الاكبر لعوض الذي هو اخ لزوجها أن يصتحب ابنها عوض معه خارج البلاد وقد كان هذا يسكن في الهند واولاده متعلمون ، فوافق الاخ وبعد اسبوع اصتحب الأبن عوض معه إلى بلاد الهند ، وبعد وصولهم بايام تم تسجيل عوض ليلتحق بأحد المدارس هناك وكان أول ايام عوض الدراسية مذهول من الذي يراه فهو لم يشاهد نساء مكشوفات ولم يصدق ما حوله ، وفي اول درس لهم دخلت الاستاذة وهي لابسه الباس الهندي والذي مكشوف الجزاء السفلي من البطن ، مما جعل عوض يتغير لون بشرته وتدور به الارض ، ثم إنتهاء الدرس وخرج جميع الطلاب وبينما زميلة عوض تتجهز للخروج مسك عوض بيدها وقال لها بالهجة البدوية "حرام ما خرجتي وانا عوض" قالت بكلمات عربية متقطعة وقد ايقنت أنه غبي من منظره الريفي "أنت اول خلص دراسة بعدها يكون أنا زوجة أنت" رد عوض قائلا "ما هوه ما تعلينشي أن بوي تزوج وهوه عمره ثمان سنين" قالت له وهي غاضبة "أنت اوط بن اوط مافي فهم خالص" وبينما هي تنعته وتصرخ في وجه دخل عم عوض وهو يشاهد عوض يصارخ الطالبة الهندية وبالهجة البدوية ثم تنهد العم وقال "حتى في بلاد العجمان يا خجافة عوض!.

ربما تشمل المقولة هذه الكثير من قليلي العقول الذين زلت عقولهم في وحل الجهل ، تركوا كل ما يملكون من إنسانية ودين واخلاق ومبادئ وعروبة واظهروا التطبيع علنا مع اليهود وفي بلادهم ، وبكل علانية وبدون أن يملكون اي مقومات دولة يردون ما يردون.

ليت عوض استمع للهندية عند قولها "أنت اول خلص دراسة بعدها يكون أنا زوجة أنت" لكن هيهات حتى في بلاد العجمان يا خجافة عوض!.